عندما تأكدت إصابة قطة بفيروس كورونا 19 في بريطانيا، دب الهلع بين البشر قبل أن يكتشف العلماء أن صاحب القطة هو الذي كان مريضاً وأن العدوى انتقلت منه وليس منها!. ولم يفت العلماء التأكيد على حقيقة أن العدوى من الممكن أن تنتقل إلى من الإنسان إلى الحيوانات الأليفة التي سرعان ما تشفى حيث لم يسجل أحد في بريطانيا أو في غيرها وفاة قطته أو كلبه بفعل الفيروس!. وتقول كبيرة الأطباء البيطريين، كريستين ميدلميس، إن "هذه حالة نادرة جداً لإصابات بين الحيوانات حتى الآن، بفعل الإنسان وتظهر على الحيوان أعراض خفيفة يشفى منها خلال بضعة أيام". ومن لطف الله بنا وببلادنا أن حيواناً آخر مثل المنك، الناقل "المحتمل" لعدوى كورونا لا ينتشر في المدن أو القرى، بل لا نعرفه.. هذا على صعيد الحيوان، أما على صعيد النبات فلم يثبت أن شجرة ورد أو حتى سنط نقلت الفيروس من مكان لآخر، بل ان الرياح العتية بين البلدان بريئة حتى الآن!. والخلاصة أن كل حيوان كلباً كان أو أي نوع أليف آخر، وكل نبات شجرة كانت أو بستاناً، بل وكل جماد، وكل ما في الكون، أسلم نفسه لله، على ما يعتريه أحياناً من مرض أو إعياء أو ذبول، مطرقاً برأسه في مشهد أشبه بالتسليم أو الإذعان.. كلها بالفعل أسلم وجهه لله إلا الانسان!. أقسم هنا بالله الواحد الأحد الذي يشهد على كل كلمة وحرف، أن لدينا "كلبة" تصدر صوتاً مع كل جملة في الأذان للصلاة، بدءاً من صلاة الفجر، وصولاً لصلاة العشاء، ومروراً بالظهر والعصر والمغرب، وسط دهشة الجيران!. وحده الإنسان الذي مازال غشوماً متجبراً متعالياً متغطرساً حتى الآن! تأتي كورونا فتحصد جاراً أو قريباً أو صديقاً أو زميلاً ..يحزن قليلاً و يبكي قليلاً ثم يندفع الى ما كان عليه!. هذا على مستوى الأفراد، أما على مستوى الدول فمازال إنسان الحرب ولا أقول آلة الحرب تقتل وتخرب وتدمر وتعيث في الأرض فساداً وارهاباً دون رادع!. طالع معي آخر إحصائية لموتى كورونا في روسيا التي تحتفي بتصدير اللقاح، وتأمل في أعداد الموتى في الولاياتالمتحدة، ناهيك عن فرنساوبريطانيا، وكافة الدول التي تمتلك من الترسانات الحربية التي لم ولن تنفعها في مواجهة الفيروس الذي يتطور ويتحور، وكأن الله أراد له أن يحاور الإنسان! لقد دعت المنظمة العالمية لصحة الحيوان (أو إي آي) الدول إلى مراقبة الحيوانات المعرضة للإصابة مثل المنك والراكون، فماذا لو دعت المنظمة العالمية المعنية بالإنسان لمثل هذا الاجراء! ولأنها بالفعل دعت ومازالت تدعو، فماذا لو تولى الانسان مراقبة نفسه، ليس للتأكد من خلوه من الفيروس، وإنما لخلوه من التغطرس والتجبر والافتراء والاجتراء، ناهيك عن الجشع والطمع والحقد والحسد وكل الآفات المهلكة؟!.. أخاطبكم وأخاطب نفسي!.