اذا كان القاسم المشترك بين معظم الأفلام التي قدمناها في هذه السلسلة، هو سوء التفاهم الذي دار حولها، فحرمها - أو حرم بعضها - من نجاح كان يمكن ان يكون من نصيبها منذ بداية عرضها، فإننا، إذ نقدم هنا، في حلقة أخيرة "تيتانيك" بعد "التعصب" و"الدارعة بوتمكين" و"ذهب مع الريح" و"المواطن كين" و"الختم السابع" و"لورانس العرب" و"الساموراي السبعة" و"2001 أوديسا الفضاء" و"العرّاب"، نتعامل مع فيلم ما كان يمكن له، منذ البداية ان يخلق أي سوء تفاهم، اذ انه بدا منتمياً مباشرة الى فن السينما في كل أبعاده الخاصة والعامة، التاريخية والحميمة. ... والآن، وفي كل هدوء، ماذا لو كان فيلم "تيتانيك" هو، في نهاية الأمر، الفيلم السينمائي الأكثر تعبيراً عن السينما وارتباطاً بكل الأبعاد المعروفة عنها، في تاريخ الفن السابع كله؟ من المؤكد ان من شأن مثل هذا السؤال ان يصدم كثيرين، لا سيما من الذين لم يروا منه سوى أرقامه الضخمة وسماته الاستعراضية والتجارية الخاصة. وهم قد يكونون على حق في رؤيتهم هذه. اذ، بعد كل شيء، يمكن النظر الى فيلم جيمس كاميرون هذا، على انه أكبر آلة لجذب الأموال في تاريخ البشرية كلها: 700 مليون دولار؟ 800 مليون؟ بليون دولار؟ الأرقام تتفاوت، لكن ثمة شيئاً واحداً مؤكداً، وهو ان "تيتانيك" يحمل، وسيظل يحمل لفترة أخرى، لقب الفيلم الذي حقق القدر الأكبر من الأرباح في تاريخ السينما. ومع هذا علينا ألا ننسى انه، أيضاً، فيلم مؤلف، بالمعنى الذي صاغه غلاة النقاد والباحثين لهذا التعبير، استناداً الى أساليب أصحاب الموجة الجديدة الفرنسية. فالفيلم ينطلق من واقع حدث حقاً، ليخاطب العواطف، أكثر من مخاطبته الغرائز، في شكل مباشر. وهو يستند الى سيناريو كتبه المخرج بنفسه. وهذا الأخير هو الذي تولى انتاج الفيلم، ثم توليفه، كما نعرف انه صوّر بنفسه الكثير من مشاهده، ناهيك عن أن الفيلم ليس فيه نجوم شباك حقيقيون كيت ونسليت كانت لا تزال شبه مجهولة، وليوناردو دي كابريو، كان عرف بأدوار المراهقين ولم يكن أجره عن الفيلم الواحد يصل الى عُشر ما كان يناله، مثلاً، توم هانكس. ثم ان الفيلم نفسه كان يشكل مجازفة حقيقية في مجال المقارنة بين كلفة تصويره، وبين مدى اقبال المتفرجين عليه. ونحن نعرف في هذا السياق ان بعد المجازفة في مثل هذا المشروع، كان هو الذي ثنى، مثلاً، كباراً من طراز ألفريد هتشكوك وأورسون ويلز، عن خوض التجربة في زمنهم. اذ ان هتشكوك، حين جاء هوليوود من لندنه الناعسة أواخر الثلاثينات من القرن الماضي كان في جعبته مشروع عن غرق تيتانيك، وأورسون ويلز ظل حتى آخر سنواته يقول ان المشروع الوحيد الذي لا يزال في باله، ويحزن لأنه لم يحققه، هو مشروع فيلم عن تلك السفينة. فالحقيقة ان موضوعاً سينمائياً عن غرق باخرة في حادث معروف ومتداول، ما كان في امكانه ان يجتذب الملايين لمشاهدته، وأن يقنع كلاً منهم بدفع الدولارات المطلوبة ثمناً لمقعد في الصالة. وجيمس كاميرون، حين ولد المشروع في ذهنه، كان يعرف هذا. وكان يعرف أكثر من هذا: ان أي محاولة لتحقيق فيلم من هذا النوع يجب ان يدخل فيها أحدث التقنيات والمؤثرات الصوتية، ما يعني ان الموازنة لن تقل عن مئة مليون دولار وسيكلف الفيلم لاحقاً، ضعفي هذا المبلغ لذلك، وبغية اقناع الاستديوهات بتوظيف مثل هذا المبلغ يجب ان يكون ثمة اغراء حقيقي. وكان كاميرون يعرف أيضاً ان ضم نجوم كبار، أو حكايات تخريفية الى العمل سيكون أمراً غير مقبول، خصوصاً أن الحادث نفسه يعيش ويعشش في أذهان الناس. فما العمل؟ سيأتي الجواب، ذات يوم من العام 1995، حين تذكر كاميرون فيلماً وثائقياً كان حقق في العام 1987 عن هيكل باخرة تيتانيك وهو غارق على عمق نحو 3700 متر في قعر المحيط الأطلسي، فقال في نفسه: ماذا لو كان في امكاني ان أجعل الفيلم رحلة بين الماضي والحاضر؟ ثم قال: وماذا لو أروي ما حدث على لسان راكبة من الذين نجوا، وهي تتذكر ما حدث؟ ثم ماذا لو طلعت من هذا كله بحكاية ميلودرامية، عاطفية: روميو وجولييت على باخرة تيتانيك؟ وهكذا من سؤال الى آخر، تكوّن المشروع في ذهن الرجل، ثم صيغ على الورق، إذ أحس كاميرون انه التقط موضوعه، وتوصل الى عنصر التشويق الأساس، الذي يجذب الجمهور الى الصالة، ويلصقه فوق مقاعده: أعاد اكتشاف سر سحر السينما الحقيقي. غير ان هذا لم يكن النهاية، بالطبع، بل البداية، اذ منذ ذلك الحين كان على كاميرون، مثل أي مخرج - مؤلف، ان يمضي وقته وهو يقنع المنتجين بصواب ما يفعل، ثم يقنع فريق العمل بالانكباب على هذا العمل من دون طرح كثير من الأسئلة، ثم يقتنع بعد رحلة التصوير الشاقة والمرعبة التي استغرقت خمسة أشهر، بأن عليه الآن ان يصل الى حلول وسطى ترضي منتجيه، الذين لم يكونوا أقل من شركتي "فوكس" و"بارامونت" مجتمعتين، فراح يقص ويقص من طول فيلم كان من شأنه ان يبلغ سبع ساعات! النتيجة... سلفاً كل هذا حكاية قد تحتاج الى كتب عدة لحكايتها كلها، منذ قرار بناء سفينة عملاقة تقوم بدور الباخرة الغريق، وصولاً الى الديناميت الذي كان ينفجر خارج التصوير، وحكاية المياه الجليدية التي كادت تقضي على العشرات، مثلما كادت تفعل الأطعمة الفاسدة التي تناولها الفنيون والممثلون خلال التصوير في بعض أنحاء المكسيك. ان هذا كله يبدو أشبه بملحمة حقيقية تجعل من هذا الفيلم، الفيلم الأكثر صعوبة. وهذه الصعوبة جعلت معظم العاملين في الفيلم يفقدون ايمانهم بالقدرة على الاستمرار. واحد فقط ظل مؤمناً بالعمل، هو كاميرون نفسه. هو الذي كان يعرف أصلاً كيف ستكون النتيجة النهائية. كان يعرف انه يحقق، من خلال الفيلم الكارثي، عن أعظم كارثة بحرية مدنية في القرن العشرين، فيلماً سيقال عنه يوماً أنه أجمل حكاية حب في تاريخ السينما. ولم يكن كاميرون مخطئاً في اعتقاده هذا، فاليوم، بعد نحو سبع سنوات على عرض الفيلم والنجاح الهائل الذي حققه، يمكن القول ان هذا النجاح لم يكن بسبب رغبة الجمهور العريض جداً، في استعادة ذكرى السفينة الغارقة ولو كان ذلك هو المطلوب، لكان من شأن فيلم لجان نيفولسكو، عن الموضوع نفسه في سنوات الأربعين، ان يحقق نجاحاً لم يدن منه فالناس لا يتدفقون عادة الى مشاهدة حدث يعرفون نهايته ما يلغي البعد التشويقي. النجاح كان من خلال بعد تشويقي خيالي يتمحور حول السؤال: ما الذي ستنتهي اليه حكاية الغرام بين جاك وروز، في الفيلم؟ هل سيموتان معاً؟ هل سيعيشان معاً؟ يقيناً ان هذا هو العنصر الأساس في الفيلم. وكاميرون، كي يتمكن من جذب الجمهور، من دون ان يبتعد عن الحقيقة التاريخية، التي كانت تكبله، عرف كيف يقيم توازناً دقيقاً، بين تلك الحقيقة الموثقة، وحكاية الحب المتخيلة التي جعلها عماد الفيلم. وهو انطلاقاً من هنا وازن، بين استخدامه أحدث أنواع التقنيات في مشاهد الغرق الجماعية، وبين العواطف الملتهبة على وجه الحبيبين، وهما يعيشان حكايتهما كلها صراعاً في صراع، أولاً - وقبل مأساة السفينة - ضد خطيب روز، ثم بعد ذلك ضد نزوات هذا الأخير وضد الطبيعة والكارثة المتفاقمة، في آن معاً. وهو، عبر هذا التوازن العام والخاص، بين التاريخ الحقيقي والتاريخ المتخيل، خلق لغة التشويق، وساير لغة العواطف، التي كان من المستحيل على فيلم ضخم من هذا النوع ان يحركها لدى متفرجيه. بل انه أكثر من هذا، دنا بقوة وحدة من موضوعة تبدو عزيزة على قلوب المتفرجين هي التفاوت الطبقي، وعلى أكثر من صعيد. فمن ناحية هناك حكاية الغرام التي تنشأ بين ابنة العائلة الارستقراطية وخطيبة النبيل الثري روز/ كيت ونسليت، وبين الفنان البوهيمي الفقير جاك/ دي كابريو، وهي حكاية لا شك في ان معظم المتفرجين آثروا ان يتماهوا معها، ما خلق علاقة شديدة الخصوصية مع الفيلم منذ لحظاته الأولى، ومن ناحية ثانية، ركز كاميرون، بعد بدء الكارثة، على تلك الأوضاع الطبقية الحادة التي جعلت الأثرياء، من ركاب الدرجة الأولى ينقذون ويسايَرون أكثر من الباقين. وهذه حقيقة تاريخية، اذ من المعروف ان المراكب، التي كان عددها قليلاً جداً، والتي كان يمكن استخدامها لإنقاذ مئات الركاب، مُلئت أولاً بركاب أثرياء، بل ان أبواباً حديدية أقفلت في وجه مئات الركاب في الدرجة الثالثة للحيلولة دون صعودهم الى السطح. وهذا كله لم يفت كاميرون في التركيز عليه. العواطف والمواقف وعلى هذا يكون هذا المخرج المعروف بإخراج أفلام الخيال العلمي "تيرمينيتور"، "آليين" وأشباههما الخالية من العواطف الانسانية، والمواقف الاجتماعية خلواً تاماً، يضع في "تيتانيك" جملة من العواطف والمواقف استهوت الجمهور العريض. وللوصول الى مثل هذه النتيجة كان لا بد لكاميرون ان يعمل وحيداً، وبكثير من التكتم على رغم ضخامة المشروع. فهو الذي كان يعرف سلفاً، على عكس الأفكار السائدة، ان نجاح مثل هذا الفيلم لا يمكن ان يتحقق الا من منطلق قدرته على خلق تماهٍ، لا يمكن للموضوع التاريخي في حد ذاته ان يخلقه، كان يعرف في المقابل انه لن يستطيع أبداً ان يقنع أي استديو - فكيف والمسألة هنا مسألة استديوين؟! - بتوظيف ما يفوق المئة مليون دولار لحديث العواطف والمواقف؟ المهم ان كاميرون نجح في رهانه، حتى وإن كانت نوعية نجاحه لا يمكن ان تحاكى. فإذا كان معروفاً في العوالم الهوليوودية، ان أي فيلم يحقق نجاحاً ضخماً، سيقلّد على الفور ويفرّخ عشرات الأفلام الصغيرة الأخرى، فإن الحال لم تكن هكذا مع "تيتانيك"، لأن مخرجه - المؤلف استطاع ان يجعل هذا الفيلم فريداً من نوعه ولا يمكن تقليده، لا في ضخامته، ولا في حميميته. والنقاد، الذين في أوروبا كما في أميركا كانوا اعتادوا ان يتعاملوا مع سينما كاميرون بصفتها سينما ضخامة واستعراض تفتقر الى اللفتات الفنية الحقيقية، وقفوا، قبل غيرهم مشدوهين أمام فيلم يعيد اختراع فن السينما، من جديد بتوليفه بين العناصر التي أشرنا اليها. وهم اذا كانوا قد توقفوا طويلاً عند فكرة انه "الفيلم الأغلى في تاريخ الفن السابع"، وركزوا في كل مقالاتهم على انه، من الناحية التاريخية، فيلم لا غبار عليه في مجال روايته لما حدث لتلك الباخرة التي حين أقلعت من ميناء ساوثهامبتون البريطاني، في اتجاه القارة الجديدة يوم 10 نيسان أبريل 1912، كانت توصف بأنها الباخرة التي يستحيل ان تغرق، فإذا بها بعد أربعة أيام تصطدم بجبل جليد وتغرق رامية الى أعماق المحيط مئات الركاب الذين قضوا إما غرقاً وإما تجلداً، لكنهم - أي النقاد - قالوا من ناحية ثانية كيف ان الفيلم في نتيجته النهائية ألغى كل تردد في قبوله كفيلم أساسي جميل وقوي، مجمعين على ان "تيتانيك" فيلم جيد جداً، فيلم استعراض كبير، وقبل هذا، فيلم حب رائع، وان كاميرون حقق حلم فنانين كثيرين بجمعه بين الملحمية والرومانطيقية. والحقيقة ان هذا كله يجمع المتضادات كما يجدر بالسينما الحقيقية ان تكون. فإذا كان في وسع هذا الفن ان يجمع خلال ثانية بين مشهد ضخم فيه ألوف الأشخاص والأحداث، وبين لقطة حميمة تمثل عينين دامعتين، فإنه هنا فعل هذا وأكثر، بل أضفى على سينما الكوارث و"تيتانيك" ينتمي الى هذا النوع من السينما بعداً انسانياً حقيقياً، جاعلاً موضوعه يعني كل فرد. بدءاً من كون الفيلم يفتتح على أمور تدور في يومنا هذا، حين نشاهد فريقاً يغطس باحثاً عن كنوز "تيتانيك"، فإذا بهذا الفريق يعثر على ما يقوده الى سيدة تكاد تبلغ المئة من عمرها، كانت من بين الذين نجوا. وينتقل الفيلم مع فريق الغطاسين الى تلك السيدة التي تروي ما حدث للباخرة، ولها هي نفسها أيضاً، اذ انها خلال يومين، مثلاً، عاشت قبل تلك الكارثة ووسطها أروع حكاية حب يمكن لامرأة ان تعيشها. والحقيقة ان رواية هذه السيدة لحكايتها هي التي جعلت قلوب ملايين المتفرجين تدق على وقع تتالي الساعات، بين سعادة وخطر، أمل ويأس، حب وخيانة، فن وصراع طبقي. وهل كانت السينما في طول تاريخها وعرضه غير هذا؟ السينما في أصولها وبعد كل هذا، هل يهم حقاً حديث الأرقام؟ وهل يهم حقاً ان نستعيد الحكايات - الحقيقية أو الأسطورية - التي دارت حول هذا الفيلم؟ وأن نذكر أسماء الذين كان يفترض بهم ان يلعبوا الأدوار الرئيسية فيه، وهم من كبار النجوم، فرفضوا أو رُفضوا؟ في اعتقادنا ان هذا كله يبقى ضئيل الأهمية مقارنة بالنجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم، جماهيرياً ونقدياً، اذ من المعروف ان ثمة على الدوام شرخاً كبيراً بين الفيلم الذي يقبل عليه الجمهور بوفرة، والفيلم الذي يريده النقاد ويبدون اعجابهم به. وفي هذا الاطار أيضاً جاء "تيتانيك" استثناء لأن مخرجه وصاحب فكرته، كان من الشطارة، بحيث تعامل مع هذا الفيلم بتوازنات هندسية مدهشة، انتهى بها الأمر الى اعطاء كل متوقِّع ما كان يتوقعه وأكثر. صحيح ان هذا قد يعني ان كاميرون بدا حِرَفياً ماهراً، أكثر منه فناناً خلاقاً، يؤكد هذا تاريخه السينمائي قبل "تيتانيك" وتاريخه بعده، ولكن يبقى انه، حين حقق "تيتانيك" عرف كيف يكون صانعاً ماهراً، وفناناً مرهف الحس، وتاجراً شاطراً، ومدير علاقات عامة، في الوقت نفسه. ما يضعنا، اذ نشاهد الفيلم مرات ومرات، أمام سؤال بديهي يقول: ما العيب في هذا؟ ما العيب في اجتماع كل هذه العناصر لدى شخص واحد عرف كيف يقدم، في نهاية الأمر، الفيلم الأكثر سينمائية في تاريخ فن السينما؟ جيمس كاميرون قد يكون من المفاجئ حقاً ان نضع هنا جيمس كاميرون، بفضل هذه السلسلة، في مكانة متقدمة بين مخرجي السينما، بسبب المكانة التي يحتلها "تيتانيك" في تاريخ الفن السابع، اذ انه قبل "تيتانيك" كان معروفاً فقط بكونه واحداً من أبرع المخرجين في استخدام أحدث التقنيات وأغلاها لتحقيق أفلام ضخمة مسلية ولكن خالية من الروح، لا يقبل عليها سوى المراهقين. مهما يكن فإن هذا المخرج ذا الأصل الكندي، والذي صار بسرعة من أقطاب النجاحات الهوليوودية الكبيرة، ولد في العام 1954. وهو قبل ان يتحول الى الاخراج والى كتابة السيناريو، كان متخصصاً في بناء الديكورات المصغرة، خصوصاً لأفلام الكوارث وأفلام الخيال العلمي. أما بدايته كمخرج فكانت في العام 1981 حين حقق فيلم "بيرانيا 2" الذي لم يحقق نجاحاً يذكر. لكنه عاد بعد ثلاث سنوات وكتب سيناريو "تيرمينيتور" وحققه بنفسه من بطولة أرنولد شوارزينيغر، فحقق هذا الفيلم النجاح الكبير الذي نعرف. ولقد كانت كتابته لسيناريو ثاني أجزاء "رامبو" من بطولة سيلفستر ستالون، خطوة أخرى على طريق صعوده الهوليوودي، ليتلو ذلك الجزء الثاني من رباعية "آليين" 1986. وهو كتب في العام 1989 سيناريو "آبيس" الذي حققه بنفسه، وأتى ممهداً لمغامرة "تيتانيك". وفي العام 1991 حقق كاميرون الجزء الثاني من "ترمينيتور" ليتلوه بآخر فيلمين حققهما قبل "تيتانيك" وهما "الفرقة المزدحمة" 1992 ثم "أكاذيب صادقة" 1994. وإذا كانت هذه الأفلام كلها حققت له مكانته المتقدمة في السينما التجارية، فإن "تيتانيك" حقق له مكانة تضعه بين كبار مبدعي فن السينما. فلكم من الوقت يا ترى؟