يا من بمدحك عَزّ اللوحُ والقلمُ وعلى ثراكَ أناخ العُرْبُ والعجمُ ومن جبينِك شعّ الحقُ منتصراً من ضوئِه غارت الأقمارُ والنُجُمُ يا سيد الخلق، إن الخلقَ في فتنٍ قد سامها الظلمُ والبأساءُ والنّقَمُ وإن أمتك انطلقتْ بلا هدفٍ لا الهدْيُ فيه ولا صدْقٌ ولا ذِممُ لو عدتَ فينا نبياً مُرسَلاً لَبدَى على محيّاكَ حزنُ الدهرِ والندمُ سيوفنا أصبحتْ وهْماً وفلسفةً وحلّ في غمدها القرطاسُ والقلمُ ما للسيوف صليلٌ في معاركنا إلا الأناشيدُ والتطبيلُ والنغَمُ منابرُ اليوم جوفاءٌ معطّلةٌ لا القولَ صدْقٌ ولا التصريحَ مُفتَهمُ دنيا البلايين قد فتّتْ عزائمَنا وفي الشرايين منها الهمّ والسقمُ فلا دماءٌ بها تجري كعادتها وإنما الشحُّ في الأعماق يضطرمُ الله مرجعُنا والوحي قائدُنا والمصطفى نورُنا تخبو به الظُلَمُ ماذا نقول لعل اللهَ ينصرُنا وفي الصدور كتابُ الله والحِكَمُ يا سيدي.. يا حبيب الله ليس لنا عزٌ بدونك أو فخرٌ ولا هِممُ لا الشرقُ لا الغربُ ينجينا بمحنتنا ولو تكتّل من في الكون كلُّهمُو فدتْكَ نفسي وأموالي وأولادي الخيرُ ينبع من كفّيك والكرمُ ففي ركابك أضواءٌ مقدسةٌ وفي رحابك زان البيتُ والحرمُ لله درّك يا هادي العباد على مرّ الزمان ونورُ الله بينهمُ ما قيمةُ الكعبةِ الغراءِ قبلكمُ؟ ما قيمةُ الكعبةِ الغرّاءِ بعدكمُ؟ كانت لمجموعة الأوثان متحفَها فأصبحتْ قبلةً تجثو لها الأممُ صعدتَ للسدرة العظمى وجنّتِها وأنت في نورِ حبلِ الله معتصمُ على يمينك عرشُ الله مؤتلقٌ وعن شمالك جبرائيلُ مبتسمُ أقبلتَ يا سيدي والنور في يدكم فأدبرَ الكفرُ والشيطانُ منهزمُ كل الزعاماتِ أقزامٌ أمامكمُ كل الملوكِ على أعتابكم خدمُ يا رب صلّ فقد صلّتْ ملائكةٌ كما أمرتَ وصلى الناس كلُهمُ على نبيك خيرِ الخلق أجمعهم وآله الطهر ما فاضتْ به الدِيَمُ