تعتبر الإذاعة المسموعة من أكثر وسائل الثقافة انتشاراً، فهي وسيلة إعلامية هامة تختلف عن باقي الوسائل الإعلامية الأخرى وذلك لأنها تتخطى الحواجز وتصل إلى كل مكان، ويساعد على انتشارها سهولة انتقائها من جهة وتلبيتها لجميع أو معظم الرغبات من جهة أخرى مما يعطيها فرصة التأثير المستمر. ومن هنا أريد أن أتحدث عن المحطات الإذاعية التي تقوم ببث البرامج المتنوعة وتتيح الفرص للقاء بعدد من رجال الفكر والثقافة وبرامج الأسرة وبرامج الرياضة إلى جانب البرامج الأخرى وعن بعض محطات الإذاعة التي تقع في المناطق المهمة التي تحتضن الكثير من المعالم السياحية وكذلك العديد من الاماكن والمناطق التي تروي قصة الحضارة العريقة، فلماذا لا يتم إطلاق ترددات جديدة من كل محطة إذاعية في كل منطقة ويتم التركيز والاهتمام بهذه المحطات وتصبح مستقلة في مجال البث المباشر بالتنسيق وتحت إشراف الجهة المختصة أسوة ببعض الإذاعات، علماً أن كل منطقة يوجد بها نخبة من المثقفين والمنتجين والمعدين للبرامج والمنفذين والمذيعين، ونخبة من أهل العلم فلماذا لا يتم دعم هذه المحطات بأجهزة تقنية حديثه وتعطى صلاحية البث المباشر وتبث الإذاعة عبر الأثير بين محاضرات ودروس وتلاوات بطريقة مدروسة وبعناية، وتعد برامج أخرى تناسب الرؤية والإعلام الجديد، مثل برامج الأسرة والرياضة وتبث على مدار الساعة، ويتم تغيير الروتين الحالي للإذاعة بالبحث عن البرامج الجديدة والتنوع والتطور، حيث تقوم الإذاعة حالياً بدور مهم وملموس رغم كل ما يوجد في الساحة من وسائل إعلامية كثيرة سواء كانت مقروءة أو مرئية، حيث أن الإذاعة تظل هي المحور الرئيسي في عالم الإعلام، فالاستماع إلى الإذاعة يأخذ المستمع إلى عالم الخيال والتصور ويجبره على الإنصات بتركيز عالي وذلك مما يبث من مسلسلات إذاعية أو شعر أو كلمات أو مقاطع أو الموسيقى... إلخ. فأتمنى أن يعاد النظر في برامج المحطات الإذاعية في صلاحية البث المباشر وخلق التنافس في البث عبر الأثير والإعداد بين المحطات من أجل أن تحظى هذه المحطات على اهتمام كبير من المستمعين وذلك بالعناية بالبرامج وجودة الإعداد واختيار المناسب للبث والتجدد مع الجديد.