هل الإنسان أصبح "قطيع" مثله مثل قطيع الغنم والبقر والإبل أم هو بني آدم كرمه الله بكرمه في قوله عز وجل (ولقد كرمنا بني آدم...) إلى آخر الآية.. لا والله نحن ليس قطيعًا بل بني آدم لنا كرم وحقوق.. مناعة القطيع هي شكل من أشكال الحماية غير المباشرة من مرضٍ معدٍ، وتحدث عندما تكتسب نسبة كبيرة من المجتمع مناعةً لعدوى معينة، إما بسبب الإصابة بها عمدًا أو عدم الحماية لغرض تطبيق نظرية "مناعة القطيع" مما يوفر حمايةً للأفراد الذين ليس لديهم مناعةٌ للمرض.. إذا كانت نسبة كبيرة من السكان تمتلك مناعةً لمرضٍ معين، فإنه يساعد في عدم نقل هؤلاء الأشخاص للمرض، وبالتالي يحتمل أن تتوقف سلاسل العدوى، مما يؤدي إلى توقف أو إبطاء انتشار المرض كلما زادت نسبة الأفراد الذين لديهم مناعةٌ في المجتمع، كلما قل احتمال اختلاط الأفراد الذين لا يمتلكون مناعةً مع أشخاصٍ ناقلين للمرض، قد يساعد على حمايتهم من العدوى. التطعيم ضد الفيروس المسبب لكوفيد 19 هو النهج المثالي لتحقيق مناعة القطيع.. تخلق اللقاحات مناعة دون التسبب في المرض أو المضاعفات.. إذا تحققت مناعة القطيع، فإنها ستوفر إمكانية حماية المجتمع بشكل عام من المرض، بما في ذلك الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم، مثل الأطفال حديثي الولادة أو من لديهم جهاز مناعة ضعيف.. باستخدام مفهوم مناعة القطيع، في الماضي ليس بالبعيد نجحت اللقاحات في السيطرة على العديد من الأمراض المعدية الفتاكة، مثل الجدري وشلل الأطفال والخناق والحصبة الألمانية، وكثير من الأمراض الأخرى.. هذه اللقاحات استغرقت عقود من الزمن لكي تكون ناجحة وغير مضرة وفعالة فعليًا.. مثلا لقاح الحصبة استغرق عشرة سنوات لينزل الأسواق ولقاح شلل الأطفال استغرق واحد وعشرين سنة. الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها عدد كبير من أهلها يعانون أمراض مزمنة تجعلهم عرضة للإصابة بمرض كوفيد مثلا لا حصرًا 10% من الأمريكان مصابين بمرض السكري وتقريبًا نصفهم لديهم بدانة مفرطة من جراء الأطعمة السريعة التي بكل أسف غزت شوارعنا في المدن الرئيسة. هيئة الصحة العمومية في دولة السويد صرحت أن أقل من 6% فقط من سكانها تكونت في أجسامهم مضادات لكوفيد 19 ولم تدوم تلك المضادات زمنا طويلا.. من هنا نختتم بأن نظرية "مناعة القطيع" بها ثقوب كثيرة لا يعتمد عليها وقد يكون ثمنها ضحايا كثيرة لا عودة لهم.. والله أعلم.