يفيد بعض المختصين بأن هناك بعض العادات السلبية والممارسات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في حياته مما يجعله يسير في طريق الفشل، ومن ذلك إصابته بعدم المبالاة وتقدير قيمة الوقت واحترام المواعيد، فهو لايبالي إن جاء متأخراً في دوام أو مقصراً في إنجاز مهام أو لم يؤدِ حقوقاً واجبة عليه وهو في نفس الوقت لا يتردد في أن يكثر من الشكوى والتضجر من كل ما حوله، وبالرغم من أنه قليل العمل والإنجاز إلا أنه لا يتوقف عن المطالبة برفع أجره وزيادة مكافأته وتحسين وضعه. اللامبالاة مرض يصيب البعض فتجد حياتهم تفتقد إلى التنظيم أو التخطيط أو السعي نحو تحقيق الأهداف، فهم يميلون للكسل ويتركون الظروف تسيطر على مسيرة حياتهم، ويجعلون الأوهام تتحكم في تصرفاتهم حتى لو أدى ذلك إلى ضياع وظائفهم أو قطع العلاقات الأسرية أو الصداقة أو القيام بممارسات غير قانونية، فكل ذلك لايهمهم في شيء، فلا توجد لديهم أحلام ولا طموحات ولا ثقة في أنفسهم أو قدراتهم فهم (لامبالون) بأي شيء بما في ذلك أنفسهم. بعض هؤلاء اللامبالين تجده يتهور في اتخاذ بعض القرارات الحاسمة في حياته ولا يبالي بالعواقب اعتقاداً منه بأن مثل تلك القرارات المتهورة فيها قوة وجرأة، ولو كانت عواقبها وخيمة عليه وبعضهم لا يبالي أو يهتم بردود أفعال الآخرين بشأن ما يقوم به، فقد تجده يتطاول أو يشتم أو ينتقص من الآخرين وإن رأى نجاحاً شكك فيه وطعن في حقيقته ، وإن رأى فشلاً انتقد أصحابه وألقى باللوم عليهم، لا يعترف بالتغيير أو التطوير أو تجربة أمر جديد أو مختلف بل استمرار حياته مرتبط بشكل مباشر بأسلوبه الفوضوي الذي يعتقد بأنه هو الأسلوب الصحيح، فلا يعرف طريقاً للتفاؤل ولا يقبل الأعذار من غيره في حين يتفنن في تقديم الأعذار لنفسه، وإذا ما سمع نصيحة أو توجيهاً أعرض عنها أو قلل من قيمتها ومن قيمة من يقدمها له. اللامبالاة مرض قد ينتشر بين بعض الأفراد، ولكل مرض علاج، وعلى من يجد في نفسه بعض أعراض هذا المرض أن يؤمن بقدرات نفسه ويسارع في التخلص منها ومن التكاسل والتشاؤم وأن يعيد النظر في أسلوب حياته وسلوكياته ويبدأ بإقناع نفسه أنه قادر على تغيير تلك العادات السلبية ويبدأ في التعرف على الأسباب التي أدت إلى هذه اللامبالاة، فطريق النجاح واسع وأبواب الأمل مفتوحة وبالرغم من أن طريق العودة والشفاء من مثل هذه الأمراض ليس مفروشاً بالورود إلا أنه ممكن وخصوصاً إن كان هناك إصرار وعزيمة وحرص على التحسن والوصول إلى الأهداف المطلوبة.