بجهود شبابية ودعم من مركز الملك عبدالعزيز الحضاري "إثراء"، وهيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة اقامت جمعية الثقافة والفنون بمدينة الدمام فعاليات مهرجان الأفلام السعودية (1 - 6 سبتمبر الجاري)، حيث كان من المقرر اقامته خلال أبريل الماضي ولكن لظروف جائحة كوفيد 19 التي أصابت العالم والمملكة، تقرر إقامة دورته السادسة افتراضياً في "إثراء" بمحافظة الخبر. انتهى المهرجان بإعلان 13 جائزة، حصلت عليها بعض الأفلام المشاركة من كافة مدن المملكة (شمالها وشرقها، جنوبها وشمالها)، توزعت تلك الجوائز على أبناء الوطن، وقد أشعرنا مهرجان هذا العام بأننا نعيش احتفالية خاصة بشباب الوطن، حيث استطاع محبى السينما في دول العالم والمملكة حضور كافة الفعاليات، ومن خلال متابعتي للكثير من الفعاليات الثقافية ومشاركتي في بعضها افتراضياً أستطيع القول بأننا وجدنا ما يؤنس عزلتنا وتباعدنا من خلال هذه المتابعة والحضور والمشاركة، إذ شاركت خلال الفترة الماضية بما يقارب ثلاث امسيات افتراضية وكانت جميعها ناجحة وبحضور متميز. حديثي أخصصه هذا الأسبوع عن مهرجان أفلام السعودية الذي تابعت بعض برامجه وأفلامه، وكذلك مجلة المهرجان "سعفة" التي كانت تنشر صباح كل يوم من أيام المهرجان (سبعة أيام)، وتحتوى على معلومات تزيد من ثقافة المتابع للشأن السينمائي في المملكة. استطعت من خلال حضور بعض الندوات التي كانت تهمني وخصوصًا الندوة الشعرية السينمائية التي شارك فيها عدد من الباحثين المختصين ومن بينهم الكاتب السينمائي والروائي البحريني أمين صالح وآخرون من دول المغرب العربي، كما تابعت أربع حلقات (كتاب المهرجان) وهي لقاءات مع مؤلفي الإصدارات التي كانت 7 كتب حصيلة هذا العام، وجميعها في الشأن السينمائي (تأليف وترجمة)، وما أردت قوله بأن نجاح هذا المهرجان في السابق كان من خلال الفعاليات المصاحبة له، وكنت اتابعه من خلال ما يتم نشره في الصحف، لعدم استطاعتي الانتقال للمنطقة الشرقية، ولكن بث جميع تلك البرامج افتراضياً جعلني أكون ملمة بالنشاط الشبابي في هذا الوطن المعطاء، وازداد إيماني بطاقات أبناء وطني الشابة التي تعمل في الحقل السينمائي، وهي جاهزة للانطلاق في هذا المجال متى ما توفرت لها الأرضية. كما أن فعاليات المهرجان لم تقتصر على عرض الأفلام بل كانت تناقش صناع الأفلام من خلال المقدم المبدع عبدالمجيد الكناني ويحاور صناع الأفلام بعد بث فلمهم حسب التنظيم الذي استمر لمدة ستة أيام في بث متواصل على قناة المهرجان في شبكة اليوتيوب. هذا النجاح الذي يؤسسه مهرجان أفلام السعودية، يجعلنا نفخر جميعاً نحن أبناء الوطن بوجود وزارة للثقافة تدعم مثل هذه الأنشطة، من خلال هيئة الأفلام، كما نطالب بأن مثل هذه المهرجانات يجب أن لا تكون خاصة بمنطقة واحدة بل نسعى لإقامتها في كافة مدن المملكة، ويمكن للمسؤولين عن القطاعات الثقافية في الوزارة أن يساهموا على انتشار مساحة الفرح لتشمل كافة أرجاء الوطن، ولا تقتصر تلك المهرجانات على جدة (مهرجان البحر الأحمر)، الشرقية (مهرجان أفلام السعودية)، بل تأسيس مهرجانات مشابهة في الشمال والجنوب أيضاً.