في زمن ما يسمى «بالصحوة»، والتي أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية في مجتمعنا، قبل أكثر من 30 سنة، كنا نعاني من «الفصل العنصري» بين الرجل والمرأة بأعذار واهية، اتكاءً على ذلك التوسع العجيب في مفهوم قاعدة «سد الذرائع»، والتي أصبحت شماعة تعلق عليها هذه الجماعة ما تريده وما يخدم مصالحها وتوجهاتها، وبذلك عطلت هذه الجماعة الإرهابية ومن يدور بفلكها نصف المجتمع ألا وهي «المرأة»، وأصبحت عالة على المجتمع، وعلى أسرتها وزوجها وأولادها كونها طاقة معطلة بحجة الاختلاط التي جعلت معظم بنات الوطن يتجهن إلى التدريس مما أحدث تضخماً في هذه المهنة، وفقراً مدقعاً في تخصصات الطب بفروعه المختلفة والعلوم والهندسة وغيرها من التخصصات العلمية، التي يوجد بها اختلاط، فأصبحت لدينا «بطالة مقنعة» بمعنى توجد وظائف يحتلها أجانب ولكن لا يوجد كفاءات ومؤهلات من المواطنات في مجالات الطب والهندسة لشغل تلك الوظائف!، ولكن الذي اكتشفناه أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت قاصدة تفريغ تلك الوظائف حتى تأتي ببنات المنتسبين لها في مجالات الطب وغيره ليشغلنها، وليس فحسب حرمان المواطنة بل والتغلغل في مؤسسات المجتمع والتحكم فيها ولو لديهم القدرة لشطروا الطائرة إلى شطرين فليس لديهم مانع على الإطلاق المهم لا يختلط الرجل بالمرأة فيقع المحظور!!، وكأن المرأة «رجس من عمل الشيطان»، والعياذ بالله !. وانطلاقاً من تلك المقدمة السابقة نعود إلى هجرة قنواتنا الفضائية إلى خارج حدود الوطن لكي يتخلصوا من أوامر ونواهي هذه الجماعة الإرهابية في مجال ظهور المرأة كمقدمة برامج أو مذيعة أو غيرها من الأعمال التي تتطلب الاختلاط، فوقعنا في مشكلة الأجانب غير السعوديين في تلك القنوات الفضائية، التي يملكها سعوديون، وتدار بأجانب يدس بعضهم السم في العسل، وندخل في معمعة الدفاع عن الوطن ممن وظفناهم في تلك القنوات الإعلامية، الذين أصبح بعضهم أبواقاً لتنظيمات وجماعات وأحزاب ودول وأنظمة، يسبون في مجتمعنا السعودي وولاة أمره ليل نهار، فخسرت السعودية تمويلها لتلك القنوات الفضائية السعودية مالياً، وخسرتها إعلامياً، وخسرت آلاف الوظائف لمواطنيها، وخسرت الضرائب التي تدفع لخزينة الدولة، وخسرت التأمينات الاجتماعية، والسبب «حمى الاختلاط « بسبب هذه الجماعة الإرهابية التي تريد التحكم بمفاصل المجتمع!. وعندما أتى الزعيم القادم بقوة حبيبنا وملكنا سلمان، واعتلى عرش المملكة، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله، قاموا بطرد تلك الجماعة الإرهابية المجرمة، وقذفنا بها خارج حدود الوطن لكي نعيش حياة طبيعية يتعاون فيها الرجل والمرأة لبناء هذا الوطن جنباً إلى جنب. خلاصة الموضوع يا سادة هي آن الأوان لتلك القنوات الفضائية السعودية أن تعود إلى الوطن الأم، الذي دعمها ومازال يدعمها حتى نتخلص من الأجانب الذين سيطروا على إعلامنا من خلال تكتلهم وتفردهم بملاك تلك القنوات أو من يديرها نيابة عنهم، من خلال سهرات في فنادق الخمسة نجوم وتجمعاتهم التي مكنت الأجانب من السيطرة على قنواتنا خارج الوطن. نقلها للوطن الأم سوف يجعلها تحت رعاية لصيقة، وستصبح تلك القنوات تدار بكوادر مؤهلة وطنية كما هو الحال في قنواتنا الفضائية السعودية، والتي تدار بكوادر وطنية وبكل اقتدار، وقناة الإخبارية أنموذج حي وشاهد على ما نقول لمصداقيتها، كون من يعمل بها سعوديين ولا مجال لأجانب أن يعملوا بها أو حتى الضيوف. فالسعودية العظمى لديها أبناؤها المتعلمون الذين يبدعون في البرامج الحوارية والتحليل النزيه الذي يضع في الحسبان توجهات المملكة. قناة الإخبارية محترمة ولديها مهنية إعلامية وصدق في الخبر والمحتوى تفوقت على قنوات فضائية أجنبية بلباس عربي كونها تدافع عن الوطن وتوجهاته وتحقق مصالح المجتمع العليا.