ليست المستحضرات الدوائية وحدها التي تُستخدم في علاج المشكلات النفسية والسلوكية، بل يمكن للعلاج المعرفي السلوكي التعامل مع عدة اضطرابات نفسية منها الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والوسواس القهري، والخوف المرَضي (الرّهاب)، واضطرابات القلق، والأرق المزمن، واضطرابات الشهّية، والتكيّف مع الأمراض العضوية المزمنة كمرض السرطان، كما يُساعد هذا النوع من العلاجات على التعاطي الأفضل مع اعتقادات خاطئة وأحداث مزعجة أو أساليب تربوية سيئة، أدت إلى تكوين افتراضات خاطئة، واستجابات عاطفية سلبية وسلوكيات مضطربة، فضلا عن الوقاية من الانتكاسات النفسية المستقبلية، وهو يوازي في تأثيره العلاجي تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض الحالات. ويعتمد العلاج المعرفي السلوكي، على التواصل بين المريض والمعالِج المختص، خلال جلسات نقاش مُنتظمة، تتراوح مدة الواحدة منها (بين 30 إلى 60 دقيقة)، يتم خلالها التحدّث عن المشكلات والمشاعر والأفكار السّلبية وما يزعج المريض من سلوكيات وتصرّفات ومخاوف، ومحاولة تغيير زاوية الرؤية والنظر بطرق إيجابية أفضل وتحسين الحالة الذهنية، بهدف مساعدة المريض على إدراك طبيعة المشكلة وأنماط التفكير والسّلوكيات التي تؤثر في الحياة، ومحاولة تغييرها إلى أنماط أكثر إيجابية، إضافة إلى فهمٍ أفضل للعوامل النفسية والاجتماعية المشتركة التي تتفاعل مع الأداء، ثم السيطرة عليها بمهارات مُكتسبة أفضل. وعلى مدى عدّة جلسات علاجية، يتم تحديد المشكلة الأساس، وتقسيمها إلى عناصر يمكن تناولها على حِدة، والحديث عن ماضيها وظروفها التي حدثت فيها، وما إذا كانت هناك عقد نفسية تستدعي الاهتمام والنظر لها بمشاعر وتصرّفات واقعية مُفيدة، عِوضًا عن السّلبية المؤلمة والتي تؤدي إلى اضطراب في السلوك والتصرّفات. ومن المتوقّع أن يشعر بعض المرضى في بداية الجلسات ببعض الخجل والقلق أو الغضب وعدم الارتياح من هذا النوع من العلاج الذي يستدعي وقتاً قد يصل إلى ستة أشهر، ويحتاج التعامل معه إلى هدوء وصبر من المعالج النفسي أو الطبيب المختص المؤهّل مهنياً على إدارة هذا النوع من الجلسات الاستشارية العلاجية، للتحكّم في أعراض المرض الذي يستدعي في كثير من الأحيان دعم العلاج الدوائي (مضادات الاكتئاب) للمساعدة على الالتزام بالعلاج المعرفي السلوكي.