لا يخلو مجتمع في العالم كله إلا تجد أولاد أو بنات فاقدي آبائهم أو أمهاتهم، نشعر نحن بآلام شديدة في قلوبنا تجاههم لأنهم فقدوا أجمل شيء في الحياة، جميع تلك المجتمعات تنشئ لهم أماكن ودور رعاية تحتضن هؤلاء لما لهم من عظم وشأن. نحمد الله سبحانه وتعالى بأننا فطرنا على شريعة إسلامية غراء كانت من أولوياتها هي رعاية الأيتام وفي مقدمة العمل الخيري الذي ينال عليه المسلم الأجر والثواب ليس من أحد سوى من رب العالمين. لو رجعنا إلى القرآن الكريم لشاهدنا ثلاثة وعشرون مرة تم ذكر لفظ اليتيم ومنها قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) وأيضا الأحاديث الشريفة التي تشجع على الرفق باليتيم فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى) والمقصود بكافل اليتيم هو المربي له تربية حسنة ويراعي مصالحه حتى يكبر ومن هذا الحديث اعتنى المجتمع في مختلف العصور بالرعاية والرحمة والعطف حتى يصنع من هؤلاء عظماء يشهد لهم التاريخ والرسول صلي الله عليه وسلم نشأ يتيم الأبوين وأيضا هناك العظماء كالإمام أحمد بن حنبل والإمام البخاري والشافعي. نحمد الله هنا في هذا الوطن بأن من ضمن أولوياته هو إقامة الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام التي أنشأت على مبادئ الدين وتوفير مختلف أوجه الرعاية للأيتام والأرامل والعمل على إنشاء البرامج والمشروعات والمراكز الإيوائية وإدارتها وتأهيل الأيتام المحتاجين ومن في حكمهم بما يحفظ لهم كرامتهم وعلى سبيل المثال جمعية إنسان وإخاء وتكافل وكافل وبناء وأيتام وتمكين وأكناف وبنون وغيرهم من الجمعيات الخيرية التي نفخر بها. لذا يبقى الدور علينا نحن بأن ندعم هذه الجمعيات بكل قوة وما نملكه من مال وبالتالي سوف يعود علينا بالأجر والثواب الذي وعدنا به من قبل رب الأرباب سبحانه معطي الرزق للجميع.