بعدما تحفظت النيابة العامة في الكويت، الأحد الماضي، على مكتب لشركة "بوتيكات" يحتوي على عطور وزيوت مصنعة محليا، طالبة من إدارة الشركة عدم المساس بهذه المحتويات إلى حين معرفة حقيقتها من جانب الأجهزة الفنية، أفادت وسائل إعلام محلية، الأربعاء، بأن وحدة التحريات المالية تعتزم مقاضاة 9 مشاهير سوشيال ميديا آخرين ومعهم الشركة المذكورة لتضخم حساباتهم، ليرتفع عدد القضايا التي تحقق فيها النيابة إلى 20. وقالت المصادر إن النيابة تنتظر ردود عدد من البنوك لمعرفة حقيقة أرصدة المشاهير وودائعهم والشركات المسجلة لديهم، وما إذا كانت لديها صناديق أمانة تتضمن مجوهرات أو ساعات ثمينة لهم، لافتة إلى أن النيابة لن تحقق مع مَن صدر بحقه منهم قرارات بمنع السفر والتحفظ على الأرصدة، إلا بعد وصول تحريات جهاز أمن الدولة حول مصدر أموالهم وعقاراتهم. بدوره، أصدر وزير المالية براك الشيتان، قرارا بتشكيل لجنة لدراسة تعديل القانون 106 لسنة 2013 بشأن أعمال وحدة التحريات المالية، في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقال في حديث نشرته وكالة الأنباء الكويتية، إن هذه الإجراءات أسفرت عن تحويل المشتبه بهم في قضايا غسل الأموال إلى النيابة، مضيفاً أن هذه اللجنة ستقوم بدراسة أوجه القصور في التشريعات القائمة. كما اقترح التعديلات المناسبة لرفع كفاءة الوحدة، وتدعيم استقلاليتها وتعزيز صلاحياتها وأدواتها، للمحافظة على سمعة الكويت في مجال مكافحة غسل الأموال. في السياق أيضاً، أفادت مصادر مطلعة، عن صدور تعليمات مشددة للعاملين في المنافذ الحدودية بعدم التهاون في تفتيش أية مركبة أو شاحنة بضائع بدقة شديدة. وأكدت المصادر أن التعليمات صدرت خشية هروب أي متهم في قضايا الفساد الأخيرة أو المشاهير ال 10 الذين صدرت بحقهم أوامر منع سفر، أو أي ممنوعين في قضايا جنائية أخرى، مضيفة أنه بناء على هذه التعليمات، جرى رفع الجاهزية والحذر، وتقليص فترة الراحة لموظفي المنافذ الحدودية، لتصبح يومين بدلا من 4 أيام، وذلك للتركيز والتشديد. إلى ذلك أفادت المعلومات بأن إدارة التنفيذ الجنائي "الإنتربول" كانت أصدرت نحو 650 مذكرة بشأن استرداد متهمين للكويت من كل الجنسيات لمعاقبتهم، وفقا لآخر إحصائية سنوية. يشار إلى أن موجة انسحابات جماعية من مشاهير التواصل الاجتماعي في الإمارات، كان شهدها تطبيق بوتيكات قبل أيام وذلك وفق ما كشفت عنه حساباتهم على مواقع التواصل. وانتشر هاشتاغ #إنهاء_العلاقة_مع_شركة_بوتيكات بين عموم مشاهير التواصل الاجتماعي. ولاقى هاشتاغ آخر وهو #غسيل_أموال_المشاهير، الذي تم إطلاقه في تويتر مشاركة واسعة من المغردين. وجاءت هذه الانسحابات إثر الكشف عن تورّط القائمين على تطبيق بوتيكات وعدد كبير من مشاهير التواصل الاجتماعي بقضية "غسيل الأموال"، بعد إعلان النائب العام الكويتي المستشار ضرار العسعوسي التحفظ على أموال 12 متهماً من مشاهير "السوشيال ميديا" مع منعهم من السفر، وذلك وفق ما أعلنته وسائل إعلام كويتية قبل أيام. وأثار الصعود الكبير لقيمة شركة "بوتيكات"، التي تأسست في عام 2015، جدلاً واسعاً بسبب أصول المبيعات الخيالية التي يمكن أن تزيد من تقييم الشركة من 205 ملايين دولار إلى 500 مليون دولار فقط في 7 أشهر.