من الأقوال الشائعة أن (الحاجة أم الاختراع) واليوم ومع وجود هذه الجائحة التي عمت العالم وأغلقت العديد من الدول والمدن وعطلت بعض الخدمات حتى إشعار آخر فقد أصبحت هذه الجائحة هي مصدر للعديد من الاختراعات التي ظهرت خلال هذه الفترة كما أن هناك العديد من المسابقات التي انتشرت من أجل ابتكار وسائل عملية تيسر الحياة في زمن الكورونا وقد قامت إحدى الشركات بإطلاق مثل هذه المسابقة واستقبلت عشرات الأفكار منها عبوة لرش المطهر يتم تثبيتها في معصم اليد وأدوات لفتح أبواب السيارات دون لمسها وكذلك فتح أبواب سيارات الأجرة وغيرها من الابتكارات التي تجنب الأفراد لمس الأشياء. جائحة كورونا ساهمت في دفع بعض الشركات لتقديم اختراعات جديدة تساعد الأفراد على تجنب التقاط العدوى وتساهم في الجهود المبذولة للحد من انتشار الفيروس ومن ذلك مشبك لفتح أبواب المنازل وكمامات مضادة للبكتريا وروبوت لتوصيل الإرساليات ودرونز لمراقبة امتثال السكان للإجراءات الاحترازية وسوار ذكي يصدر صوتًا إذا ما اقتربت يد حامله من وجهه. شركات عدة حول العالم أعلنت عن اختراعات جديدية فشركة يو آي الرومانية لبرمجيات الأجهزة الآلية توصلت إلى وسيلة لتخلص ممرضات المستشفيات من عملية تسجيل بيانات تستغرق وقتًا وتحويل نتائج الفحوصات لتسجل آليًا، أما شركة سيلا الأمريكية والمتخصصة في الذكاء الإصطناعي فقد طورت أجهزة لقياس درجات حرارة الأفراد باستخدام الكاميرات الحرارية، كما أعلن مؤخرًا عن تمكن مجموعة علماء من تطوير أول كمامة في العالم تضيئ بمجرد رصد الفيروس كوفيد 19 وقد اخترع الصينيون قبلها نظارات ذكية تقوم أيضًا بالكشف عن درجات الحرارة ومعرفة المصابين بالفيروس. على المستوى الفردي تبدلت أحوال الكثيرين خلال هذه الجائحة فاستغنوا عن كثير من المشاوير التي كانوا يقومون بها وأصبحوا ينجزون العديد من المهام من خلال شبكة الإنترنت سواء المشتريات أو التسوق أو الاجتماعات وأنجزوا العديد من الأعمال وهم في أماكنهم بل إن بعضهم يؤكد أن العمل عن بعد له العديد من الفوائد التي قد تفوق العمل المكتبي والذي كان سائداً قبل جائحة كورونا كما قام بعضهم بتغيير العديد من الإجراءات والخطوات الروتينية والتي تم في زمن اكتشاف بأنه لم يكن هناك داعٍ لها. جائحة كورونا مؤلمة لكنها ساهمت في الوقت نفسه في اكتشاف العديد من الاختراعات والابتكارات كما ساهمت في تغيير العديد من العادات والتقاليد التي اعتاد الكثير عليها والتي لم يكن يتوقع البعض أن يتخلى عنها أو يغيرها في يوم ما ولكن الحاجة (الجائحة) أم الاختراع.