الكتابة عن رجل يحمل مؤهلات الأديب وحضور المثقف وروعة المؤلف كتابة تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي يصعب تدوينها عبر هذه السطور.. ماذا أكتب عن الدكتور عاصم حمدان رحمه الله رحمة الأبرار والصالحين وجمعنا به في مستقر رحمته ومستقر كرامته، من الصعب جدًا أن تكتب عن من تحبه ولكنها سنة الحياة ولكل أجل كتاب والموت حق.. بموته تنطفئ شمعة وقنديل مضيء أراد الله عز وجل أن يقف هذا القلب الذي كان مليئًا بالحب والتسامح، لا يمكن أن تخطئه العين ولكنها قصة تطول تفاصيلها وذكرى من ماض جميل أستعيد كثيرا من ذكرياتها، لقد كان كريم النفس في غير تعال، نقي السريرة، لم أشاهدك يا أبا أحمد إلا ووجهك مبتسمًا تبسط وجهك السمح لكل من حولك، تحمل حلمًا لا تكدره صغائر الأمور ومن حق الكتابة أن تقول.. بأنك صاحب فضل بعد الله عز وجل ترتاح لك النفس، صنعت الحب والمعروف وبهذا ستظل في مساحة مضيئة من الذاكرة ووعد المولى لعباده خير عاقبة.. نعم يعيش في هذه الدنيا بشر يكرسون حياتهم لغيرهم أكثر من التفاتهم لحياتهم، إنه المديني الذي عشق مكة وعاصرها وتربى على ترابها وداخل دور ورواشين تلك الأماكن الأصيله والجميلة بسكانها.. والمثقف الكاتب عاصم حمدان كان أستاذ الكلمة، صانع الحرف، ومهندس الوصف والقلم الذي أستطاع أن يمنح المجد للكلمة وهو بذلك طوع أبجدية اللغة لنفسه وكتب وأبدع وأضاف العذوبة والشذى لكلماته دون أن تشعر بالملل لأنه يأخذك إلى مدن الحروف البعيدة لتعيش زمنًا بعيدًا بين تفاصيل الإبداع الذي لا يجيد كتابته إلا أبا أحمد فقد تميز بكتابة فن السرد في الصحافة السعودية.. وقد وصل لأعماق المعرفة بطريقة مختلفة أدبيًا وعلميًا فكانت قدرته الأدبية التي برع فيها لتصوير تلك الشخصيات والأمكنة والمواقف حتى كأنك تشعر أنه أعادك لنفس التاريخ لتعيش تلك اللحظات وهذا السرد الأنيق يتمثل في أشجان الشامية، حارة الأغوات، رحلة الشوق في دروب العنبرية، حارة المناخة، هتاف من باب السلام، ذكريات من الحصوة. مسيرتك العلميه والأدبية والثقافية شيئًا مختلفًا وطرازًا آخرًا لأنك كتبت بخطى واثقة في العمل الإبداعي الرصين وبمثابة القنديل المضيئ لكل محب.. تظل الذكرى أنسنا في غيابك أبا أحمد.. نستودعك المولى ورضوانه ووداعًا إلى جنات الخلد بإذن الله.