تمثل الكوارث والأزمات اليوم معضلة بشرية ومادية لجميع المجتمعات والحكومات وذلك بغض النظر عن مستوياتها الدولية والقارية والأقليمية أو المحلية أو تنوع تصنيفاتها الاقتصادية، السياسية، العسكرية، الوبائية، حيث عانت هذه المجتمعات ولا تزال تعاني بدرجات متفاوتة من أضرار هذه الكوارث وأصبحت واقعًا حتميًا يواجه الدول والمنظمات وعلى مختلف المستويات ومن أبرز مظاهرها الاكتئاب وسوداوية المشهد وسيطرة روح التشاؤم والطاقة السلبية وتغذيها الشائعات والانسياق وراء بعض الأكاذيب والمفاهيم الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي دونما التأكد منها أو من مصادرها وهذا ما أدركه فريق إدارة الجائحة منذ بدايتها بالشفافية المطلقة وإعلان كافة المعلومات عبر وسائل الإعلام وموقع وزارة الصحة والمؤتمر اليومي. فلو نظرنا للجانب المشرق من الصورة وبنظرة إيجابية فكما جعلتنا كورونا في الفترة الماضية نقضي أوقاتنا مع أفراد أسرنا ولا نفترق إلا وقت النوم بعدما كنا منقادين للنمط السريع للحياة وأصبح تواصلنا في الغالب عن طريق أجهزة الاتصال الحديثة وتطبيقات التواصل الاجتماعي حتى داخل الأسرة الواحدة في نفس المسكن قد تكون هبة من الله لنعيد حساباتنا في علاقتنا الإنسانية فسنكون في رمضان لأسرنا أقرب وسيكون رمضان هذا العام يحمل عبق الماضي الجميل وسنتعرف على أفراد الأسرة عن قرب ونتقاسم الأفراح وساعات المرح معهم. وما يمنعنا من الاحتفال بعيد الفطر فهو فرحة الصائم وليس بالضرورة أن نلبس الجديد فأغلبنا لديه من الملابس ما يحتار في لبسها ولنتذكر من لا يعرف الجديد إلا في العيد، وفرصة لنتخلص من بعض الممارسات والسلوكيات التي ارتبطت بهذا الشهر الكريم من إسراف في المأكل والمشرب وازدحام الطرقات والأسواق بالمتسوقين وتكديس المواد التموينيه في البيوت، ولنا في الأيام الماضية عبرة.. نعم غيرت الكثير من عاداتنا وسلوكياتنا لكننا لم نكتف بالبكاء على اللبن المسكوب فحياتنا لم تتوقف حتى مع الحظر ومنع التجول في أغلب ساعات اليوم بل استمرت بعدما طوع الانسان التكنولوجيا لخدمته أحد مقومات رؤية المملكه 2030 والاستثمار في الإنسان فقد فعلت الحواسيب والإنترنت والتطبيقات التفاعلية والعمل عن بعد لإنجاز أغلب الأعمال بما فيها الأعمال الحكومية فقد يكون ما أصابنا منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية. علي بن محمد القحطاني * خبير ومتخصص في إدارة الأزمات والكوارث