قبل عامٍ تقريبا؛ عرضت شاشة قناة الحرة الفضائية حوارا شيقا أجراه الإعلامي «سليمان الهتلان» مع الروائية السعودية «زينب حفني»، وحتى اليوم لم أنس ما قالته حين أكدت بأن «على النساء السعوديات عدم التفريط بالفرصة القيمة المتمثلة بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله لتحقيق طموحاتهن وعرض مطالبهن». وشخصيا أتفق تماما مع هذا الرأي، لكن ما يؤسف له هو أن أكثر الفرص التي يقدمها هذا العهد السخي مع المرأة تنزلق من بين يديها بسبب منظومات أسرية ومجتمعية متخلفة غير واعية لحجم الكارثة التي تتسبب بها سلوكياتها المتطرفة ضد المنتميات لتاء التأنيث في المملكة، وغير ملتفتة إلى أن تلك السلوكيات هي التي تزيد من تورم مشكلات المرأة في بلادنا، وترفع مستوى حمى الهجمات الشرسة على المملكة عبر وسائل الإعلام الخارجي المغرضة، وقنوات الإعلام الجديد التي تسرف في تضخيم الحوادث الصغيرة وتحويلها إلى قضايا رأي عام مثيرة للشغب. ومن وجهة نظر واقعية؛ أجد أن المشكلة الحقيقية تكمن في صعوبة تجاوز أغلب النساء السعوديات ذاك السياج الفولاذي الذي يفرضه خفافيش التخلف المجتمعي على آرائها وسلوكياتها؛ وتحرمها بهذا من إيصال صوتها ومطالبها إلى الجهات المسؤولة الواعية بطريقة سليمة، وبهذا يزداد التورم وتتضاعف الفجوة، وبدلا من أن يصل صوت المرأة إلى الجهات المستعدة للترحيب به فعلا ومحاولة النظر في قضاياه وحل مشكلاته؛ ينعطف نحو قنوات الإعلام الجديد مثل «تويتر» و«فيس بوك» ليضخم المشكلة، ويقدم صورة مشوشة عن حياة المرأة في المملكة للآخرين.. إن جئنا للواقع؛ لا يسعنا أن ننكر بأن المرأة مازالت تعاني في بلادنا رغم القرارات السامية التي أقرت الكثير من حقوقها، ولأن المنظومة المجتمعية تحرمها في أحيان كثيرة من اتباع الطرق التقليدية لإيصال صوتها إلى المسؤولين؛ نجدنا بحاجة إلى خطٍ سريع مباشر مع جهة جديدة مسؤولة بالنظر في قضايا المرأة وسماع مشكلاتها ومقترحاتها والمعوقات التي تعترض طريقها عبر مشروع إلكتروني شبيه بمشروع «حافز» الذي أثبت نجاحه الكبير في التواصل اليومي مع المنتسبين إليه من خلال وسائل الإعلام الجديد دون حواجز أو عوائق. [email protected]