على ذات منهج قيادتنا الرشيدة من الشفافية والوضوح جاءت كلمات معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان في لقائه الأخير مع قناة العربية، واصفة الوضع الاقتصادي في المستقبل القريب، وواضعة المواطن أمام المشهد الاقتصادي بكل صراحة، مشيرًا إلى عزم الوزارة على اتخاذ قرارات وصف بعضها بال»مؤلمة» لتجاوز تداعيات جائحة كورونا، وهي صراحة تستوجب فهمًا ووعيًا وتقديرًا للموقف ومساعدة المسؤولين على تجاوزه.. وجميعنا نعلم أن كل دول العالم طالتها الأضرار الاقتصادية والمالية، ومن الطبيعي أن هذه الدول ستراجع مصروفاتها وستعاني اقتصاديًا قياسًا بحجم هذه الجائحة العالمية والتاريخية. ولله الحمد فإن دولتنا تملك دعامة مالية قوية، وقادرة بحول الله على إدارة هذه الأزمة المالية بحنكة واقتدار حتى استعادة الاقتصاد العالمي والوطني عافيته، فلدى حكومتنا مساحة واسعة ومرنة يمكن من خلالها تأجيل بعض النفقات والمصروفات غير المهمة أو التخفيف منها دون اللجوء إلى خفض الإنفاقات الأساسية، وهو الأمر الذي أكده معالي وزير المالية في اللقاء؛ حيث بيّن أن سياسة خفض الإنفاق لن تمس الخدمات الأساسية للمواطن، في تأكيد مهم على حرص قيادتنا الرشيدة على المواطن مهما كانت الظروف. وفي مقابل ذلك، يستوجب علينا نحن المواطنين أن نستوعب المتغيرات الحالية والمقبلة، وأن ندرك حجم التحدي الذي ينتظرنا بتغيير كثير من المفاهيم الاجتماعية المرتبطة بسلوكنا الاقتصادي الاستهلاكي، والاستعداد للفترة المقبلة -حتى وإن كانت عصيبة- إلا إننا قادرون على تجاوزها بكل اقتدار من خلال وقوفنا في صف واحد مع الوطن ضد من يمس أو يستنقص من أمنه وسمعته، والتفافنا حول قيادتنا وشعارنا في ذلك هو «سمعًا وطاعة في المنشط والمكره». واليوم وقد صدر قرار رفع القيمة المضافة من 5 إلى 15% وايقاف بدل غلاء المعيشة فان الجميع قد تقبلوا ذلك بصدر رحب من باب المشاركة في دعم جهود الدولة لمواجهة هذه الجائحة. علي عثمان مليباري * كاتب وباحث أكاديمي