التباعد الاجتماعي الذي نعيشه اليوم والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتمسك بالتدابير الوقائية والتوجيهات المعلنة من الجهات المختصة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد فرضت علينا في المنازل نمط حياة جديد لم يسبق أن عشناه، فقد عاد البعض لمحاولة استرجاع مواهبه في بعض الهوايات كالتصميم أو الخط أو الرسم أو القراءة، في حين انتهز البعض فرصة الإعلان عن برامج تدريبية مختلفة عبر شبكة الإنترنت وقام بالاشتراك فيها حتى إن بعضهم تمكن من حضور عدد من الدورات التدريبية المختلفة والتي لم يسبق له أن تمكن من حضورها طوال حياته. كما انتشرت اللقاءات العائلية الإلكترونية وذلك عبر التطبيقات المرئية المختلفة وأصبحت التجمعات الأسرية الإلكترونية من الفعاليات الأسبوعية عند البعض كما كانت فرصة لآخرين أن يعيدوا النظر في علاقاتهم ببعض الأفراد في العائلة ممن لم يكن يتواصل معهم أو كان بينه وبينهم خلاف لإنهاءه، في حين عمدت بعض الأسر على تنظيم سهرات شواء لأفراد العائلة داخل المنزل في ليال رمضان سواء في فناء أو أسطح المنازل، كما عمد آخرون على ممارسة الرياضة الفردية المنزلية سواء عبر الأجهزة الرياضية أو حتى بالمشي خصوصًا وإن البقاء في المنزل دون حركة قد يساهم في الخمول وزيادة الوزن. إغلاق المطاعم ساهم في أن تعتمد الأسرة على الأكل المنزلي في الدرجة الأولى وخصوصًا وإن طلبات الأكل عن طريق الإنترنت قد لا تكون متوفرة للجميع وفي بعض الأحيان لا يكون مستوى الأكل بنفس المستوى الذي يكون عليه في المطعم خصوصًا في ظل إحتراز البعض من إجراءات التوصيل للمنزل مما ساهم في أن يدخل أفراد العائلة للمطبخ ويقوموا بإعداد الأكل بأنفسهم واختيار الأطباق التي يرغبون فيها وإعدادها والتنافس على جودتها. كثير من الأشياء التي كانت تتطلب الخروج من المنزل كالتسوق والشراء أصبحت اليوم تتم عبر الجوال ولم يعد هناك حاجة للخروج، بل وحتى العمل والاجتماعات والمواعيد والتي كان بعضها يتطلب حضورًا شخصيًا أصبحت تتم عبر شبكة الإنترنت وغيرها من التطبيقات المختلفة والتي كانت موجودة في الماضي ولكننا لم نكن نستخدمها ونفضل أن نقوم بها بالطريقة التقليدية في حين أن الطرق الحالية توفر علينا الكثير من الوقت والجهد وأحيانًا المال. نمط حياة جديد وواقع مختلف أصبحنا نعيشه وفرضته علينا الإجراءات الإحترازية قد يكون فيه الكثير من الأمور الإيجابية والتي علينا أن نستفيد منها حتى بعد إنتهاء الجائحة لما فيها من إيجابيات وكما يقال فإن في كل محنة منحة وقد جاءت الجائحة بواقع جديد فيه الكثير من المنح التي يجب أن نتمسك بها وأن لا نفرط فيها.