دفع اختلاف نمط الحياة في المملكة العديد من الأسر إلى هجر مطابخ منازلها والاعتماد كليا على المطاعم في توفير الوجبات اللازمة، الأمر الذي فسره باحث في علم الاجتماع بأنه نتيجة للثورة التقنية التي يعيشها المجتمع السعودين والتي غيرت كثيرا من العادات في المنازل ومن أبرزها اجتماع أفراد الأسرة على سفرة طعام واحدة. ثقافات الغذاء وانتشارها انتشرت في السنوات الأخيرة مطاعم تمثل ثقافات غذائية مختلفة من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يشكل عاملا من عوامل ارتياد المطاعم بالنسبة للسعوديين. فهناك المطاعم الإيطالية والهندية واليونانية والصينية واليابانية والتركية، بالإضافة إلى ظهور أجيال من النساء يجهلن أبجديات الطبخ. وقالت ريم منصور - إحدى الفتيات المتزوجات حديثا- إنها لم تدخل المطبخ منذ زواجها قبل 6 أشهر، وذلك لعدم إلمامها بفنون الطبخ سوى إعداد البيض بالطريقة التقليدية، وأن زوجها أخذ يتذمر كون معظم وجباتهم من المطاعم أو من مطبخ البيت الكبير كما تسميه وهو بيت أهل زوجها أو أهلها.بالنسبة لأم ترف فالوضع مختلف، فلديها 3 أبناء وبنت، ويقضي أربعتهم معظم الوقت في الخارج، بالإضافة إلى أنهم يأكلون وجباتهم في المطاعم، ما يجعلها تضطر لتناول وجباتها الرئيسية لوحدها أو بمشاركة إحدى جاراتها. ويقول أحد أصحاب المطاعم ل«الوطن» إن أغلب مرتادي المطعم من الشباب والفتيات الذين يلاحظ عليهم الاستمتاع بالجلسات والتصوير في أركان المطعم وأخذ وقتهم في اختيار الوجبات والاستمتاع بها. ثورة تقنية أوضح الباحث في علم الاجتماع محمد الشيوخ ل«الوطن» أن ثورة الإنترنت أسهمت في تغيير ثقافتنا حول الغذاء والطبخ إلى درجة كبيرة، بالإضافة إلى دخول مواقع التواصل الاجتماعي كعامل في تغيير العديد من أنماط الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في سائر المجتمعات العربية والمجتمع السعودي على وجه الخصوص. وأضاف: هذا يرجع إلى عدة أمور من أبرزها ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى نحو 22.4 مليون مستخدم، بالإضافة إلى أن عدد السكان من أعلى المعدلات نموا في العالم العربي. وتابع: «الفرضية تقول إنه كلما زاد عدد المستخدمين لمواقع التواصل في بلد ما، فإن احتمال نسبة المتأثرين بها ستكون أعلى من أي بلد آخر يكون فيه عدد المستخدمين أقل». برستيج جديد يبين الشيوخ أن الوقت الحالي يشهد تغيرا كبيرا في نمط الحياة الاجتماعي، فمن العادات المهمة التي لا تزال موجودة عند العائلات السعودية اجتماع أفراد الأسرة على وجبات الغداء والعشاء، حيث يتخلل تلك اللقاءات نقاشات هامة في شؤون الأسرة بغية حل مشكلاتها والتخفيف من ضغوطاتها اليومية وتفقد أحوال البعض. وأضاف: هذه الثورة التقنية أفقدت الأسرة السعودية بعض ميزاتها، فأصبحت اللقاءات دورية، وبات الشباب والفتيات منشغلين بعوالمهم الافتراضية، وباتوا فيما يشبه الغربة عن العالم الواقعي. في المقابل هناك بعض الأُسر في مجتمعاتنا هجروا هذه اللقاءات التي تعقد غالباً في منزل الوالدين واستبدلوها بارتياد المطاعم وبصورة مفرطة كنوع من أنواع البرستيج الجديد. ونصح الباحث الاجتماعي بزيارة المطاعم وتناول الطعام فيها ولكن بصورة معتدلة، بحيث يكسر فيها الروتين، لا أن تتحكم في عادات كل منزل ويهجر الطبخ فيه وتلغى منه الاجتماعات العائلية الهامة في بناء العلاقات الأسرية.
أسباب اعتماد الشباب على المطاعم والبوفيهات * كثرة المطاعم وتنوعها * اعتماد المطاعم على جذب الزبائن بالإعلانات * تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بالذهاب للمطاعم والتصوير فيها * انعدام الوقت وسرعة نمط الحياة * ظهور أجيال من النساء لا يعتمدن على الطبخ