في أضيق نطاق وفي خضم الأزمات، ستنكشف المراكب التي تسير عكس التيار، وصيادو الماء العكر، والمخالفة سريرتهم لعلانيتهم، حتمًا ستنجلي الصورة، سواء على المستوى الدولي، أو المحلي. إن أزمة تفشي فيروس كورونا اليوم ألقت الضوء على أمراض أخرى لا ترى بالعين المجردة، أمراض الاعتقادات المغلوطة، والتوجهات الخاطئة، والانحلال الفكري، والغش، والجشع وقت الأزمة والتي لم يتم تشخيصها إلا بعد الضغوطات التي تمر بها البلد، من تأزم لجميع قطاعاتها وأنشطتها، إلا أنها ما زالت مستجمعة قواها، وما زالت ضربتها من حديد لردع كل من تسوِّل له نفسه ممارسة القوة معها تحت أي ظرف، فهم قلة، ولا شيء لوطن تناصف شعبه بين طبيب وجيش، تظن أنهم معزولون، وهم في الحقيقة بالتزامهم بالقوانين يقومون بتحمل المسؤولية بحماية أنفسهم، وحماية غيرهم، بلا تلك الورقة المكتوب بها شهادة طب، وبلا زي عسكري، وكأن الوضع يجسد مقولة: "مصائب قوم عند قوم فوائد". ولا تزال المملكة العربية السعودية تقدم الغالي، والنفيس، وتقدم مصلحة المواطن، والمقيم على أي مصلحة أخرى، غير مبالية بسلسلة الخسائر المترتبة على ذلك، في سبيل الحفاظ على سلامة تلك الأرواح، هكذا يكون رد العظماء بالفعل لا بالقول، وعلى جميع أصابع الاتهام الملوثة بسم الأكاذيب الزائفة ألا تبت أياديهم. إنها أزمة تكشف وبوضوح المعادن، إما أن تكون من الذهب، أو أخرى يعتريها الصدأ.