«كورونا» التي اجتاحت العالم قاطبة أحدثت تغييرا شاملا في العديد من العادات والبرامج والخطط والتقاليد الحياتية التي تسير عليها الشعوب وخاصة في العالم الإسلامي الذي له طقوس خاصة في الشهر الكريم.. وفي كل يوم نستضيف شخصية نحاول من خلالها رصد بعض التغيرات التي حدثت في حياتهم وبرامجهم الرمضانية المعتادة في الأعوام الماضية. وضيفنا اليوم الدكتور حمد العقلا نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للتعليم والتدريب سابقا. * ما أهم المتغيرات التي حدثت في برنامجك الرمضاني هذا العام مقارنة مع الأعوام الماضية ؟ بدون شك حصلت بعض المتغيرات بعضها إيجابي والآخر سلبي.. فلنبدأ بالمسائل السلبية، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: فقدنا صلاة الجماعة وصلاة التراويح والقيام. فقدنا برامج الإفطار الرمضانية. انعدمت زيارة العوائل والأصدقاء في ليالي رمضان. توقفت كل الأنشطة الاجتماعية الأخرى وبالأخص لقاء الزملاء والأصدقاء المسائي. أما الجانب الإيجابي فيشمل: القراءة المكثفة وخاصة لبعض الكتب المركونة منذ زمن. القيام بعمل ترتيبات بالمنزل وتسديد النواقص القائمة منذ زمن. تفعيل بعض البرامج الداعمة للمحتاجين حسب طبيعة الظروف والاحتياج. زاد معيار الجانب الصحي فأصبح الجميع يهتم بالنظافة والتعقيم داخل المنزل. * هل ترى أن الحظر ولزوم المنزل عاد عليك بفوائد لم تكن تتحقق في السنوات الماضية؟ هناك مجموعة من الفوائد تحققت لي.. منها على سبيل المثال: إنجاز مهام كانت مركونة منذ زمن ومفهوم الوعي بشقيه الصحي والاقتصادي.. أخذ حيّزاً أكبر لدي.. خاصة أن الإنسان بدأ يفكر بجد في المسألة الاقتصادية ومستقبل الأمور وكيف التقليل من عمليات الصرف وترشيد الأكل والاحتياجات الأساسية. وأصبح لدى الإنسان متنفساً وفضاءً أرحب في التواصل مع الأحبة والزملاء عن طريق الهاتف. ورحت أفتش عن الصور القديمة المركونة عندي في ألبومات كثيرة وبدأت رحلة استعادة الزمن الماضي الجميل. * يرى البعض أن ما بعد « كورونا» ليس كما كان قبلها، من وجهة نظرك ما الدروس التي يمكن أن نخرج بها من هذه الأزمة؟ هذا السؤال يحمل بين ثناياها أشياء كثيرة جداً وبعضها معقّد وعميق، ويحتاج منا إلى دراسات وبحوث معمّقة لكي نحقق نوعاً من الرضا للإجابة عليه.. وأظن أن أزمة كورونا أسقطت الستار عن الكثير من الجهات والقادة الذي لا يزالون يفكرون ويعملون ويرسمون خططهم من منطلق ذلك الروتين العادي الممل.. متناسين أو لا يأبهون أو يفقهون بكيفية إدارة الأزمات الطارئة وكيفية التعامل معها، بينما تألق بعض القيادات التي لمع نجمها عالياً في سماء المجد... هنا أود الإشارة إلى التألق القيادي وعمق الأصالة وتجسيد الإنسانية من خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» على فتح الباب واسعاً لكل مواطن ومقيم وزائر وحتى مخالفي الإقامة بأن يعاملون صحياً وأمنياً وغذائياً سواسية. * كيف ترى تعاون المواطنين مع الإجراءات الاحترازية ؟ وكيف نغرس في المواطن حب النظام؟ أود أن أقسّم مصطلح المواطن إلى ثلاث فئات وهم: مواطن ملتزم وهذه الفئة لديها من الحس الوطني والمسؤولية الاجتماعية والاهتمام الشيء الكثير، ومواطن غير ملتزم وهذا النوع بحاجة إلى عمل مكثّف وتوعية مستمرة، ومواطن بين البين وهذا النوع من المواطنين يحتاجوا إلى توجيه وإرشاد مكثف.