«كورونا» التي اجتاحت العالم قاطبة أحدثت تغييرا شاملا في العديد من العادات والبرامج والخطط والتقاليد الحياتية التي تسير عليها الشعوب وخاصة في العالم الإسلامي الذي له طقوس خاصة في الشهر الكريم.. وفي كل يوم نستضيف شخصية نحاول من خلالها رصد بعض التغيرات التي حدثت في حياتهم وبرامجهم الرمضانية المعتادة في الأعوام الماضية. وضيفنا اليوم طارق عنقاوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. * ما أهم المتغيرات التي حدثت في برنامجك الرمضاني هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية؟ رمضان شهر يذكرنا بالنعم والمغفرة والسعادة لمشاركتنا هذه الأوقات مع العائلة والأصدقاء، وللأسف مع الوضع الحالي والظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم أجمع بسبب فيروس «كورونا» وإجراءات العزل التي تطلبتها الإجراءات الاحترازية سيكون من الصعب تغيير هذه العادات والانقطاع عن اجتماعنا بالأحبة على مائدة الإفطار إيثارا ومحبة، سنعتكف في حجراتنا ونلجأ لصلواتنا فرادى سائلين الله المولى الكريم رفع الضرر وإزالة الغمة عن الأمة وعودة الأمور إلى طبيعتها. * هل ترى أن الحظر ولزوم المنزل عاد عليك بفوائد لم تك تتحقق في السنوات الماضية؟ نعم بقاء الناس في منازلهم جعل الأسر أكثر ترابطا، وتغير سلوك المستهلك بثقافة الشراء في الصرف، فالأساسيات قبل الكماليات والنظافة له ولغيره قبل الديكور أو قبل منظر المكان الذي سوف يجلس به، والعديد من العادات تغيرت وأدرك المجتمع بكل شرائحه أن هذه العادات التي يرى البعض من المسلمات من الممكن تغييرها أو التخلص منها بشكل كامل. * يرى البعض أن مابعد « كورونا» ليس كما كان قبلها.. من وجهة نظرك ما الدروس التي يمكن نخرج بها من هذه الأزمة؟ عالم ما بعد الكورونا بالتأكيد سيختلف عن عالم ما قبل الفيروس.. السفر والاقتصاد والتعليم، سوف نشاهد مجتمعات أكثر عناية ونظافة واهتماما بالتعقيم اليومي، وتغيرا في جل العادات التي أثبتت الأزمة أن تغييرها ممكنا وخاصة عادات الإسراف والإغراق في الكماليات وأصبح هناك وعي وتركيز على الضروريات. * كيف ترى تعاون المواطنين مع الإجراءات الاحترازية ؟ وكيف نغرس في المواطن حب النظام؟ نحن كمواطنين بيدنا نجاح أو فشل جهود الدولة، بقاؤنا في منازلنا ليس لصحتنا وحسب بل من أجل المجتمع والدولة، والجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة والجهات الأخرى تتطلب تعاون المواطنين والمقيمين من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية.. والبقاء في منازلهم حتى انتهاء الأزمة وعلينا أن نغرس في نفوس الأبناء والبنات حب النظام والالتزام به من قبل الجميع لأنه وضع لمصلحة عليا.