«كورونا» التي اجتاحت العالم قاطبة أحدثت تغييرا شاملا في العديد من العادات والبرامج والخطط والتقاليد الحياتية التي تسير عليها الشعوب وخاصة في العالم الإسلامي الذي له طقوس خاصة في الشهر الكريم، وفي كل يوم نستضيف شخصية نحاول من خلالها رصد بعض التغيرات التي حدثت في حياتهم وبرامجهم الرمضانية المعتادة في الأعوام الماضية. وضيفنا اليوم د. عبير عبدالرحمن برهمين أستاذ الكائنات الدقيقة المساعد بكلية الطب جامعة أم القرى وعضو المجلس البلدي بمكة المكرمة. * ما أهم المتغيرات التي حدثت في برنامجك الرمضاني السنوي هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية ؟ لم يتغير برنامجي الرمضاني كثيرا فعادة شهر رمضان مخصص للعبادة والصلاة وقراءة القرآن. وما زلت مداومة على ذلك ولله الحمد. فقط أصبحت صلاة التراويح في المنزل بدل المسجد هذه السنة. * هل عاد عليك الحظر ولزوم المنزل بفوائد لم تك تتحقق في السنوات الماضية؟ نعم الحظر من أهم فوائده أنه جعلني أعيد النظر في ترتيب أولوياتي في الحياة وفي المهام المتعلقة بي شخصيا وبمن حولي من الناس. * يرى البعض أن ما بعد « كورونا» ليس كما كان قبلها.. من وجهة نظرك ما الدروس التي يمكن أن نخرج بها من هذه الأزمة؟ أهم الدروس التي نخرج بها بوجهة نظري هي: 1- إن نعم الله علينا كثيرة ومن كثرتها اعتدنا عليها حتى كفرنا بها ولم نحسن استقبالها في حياتنا ولم نقدرها ونحسن شكرها. 2- إن هناك كثيرا من البهرجة والعادات التي كنا نظن أننا لن نقدر على تركها تخلينا عنها ولم تتأثر حياتنا. 3- إن نعمة اجتماع العائلة والأهل على سفرة مهما كانت متواضعة لا يعرفها إلا من فقدها. 4- الحرمان من بعض الأشياء يجعلنا أكثر رقة وإحساس بمن لا يملك من حطام الدنيا شيء. 5- إن الإنسان مهما علا شأنه ونفوذه لا يملك من الأمر شيء فالأمر كله لله جل وعلا سبحانه. * كيف تنظرين إلى تعاون المواطنين مع الإجراءات الاحترازية ؟ وكيف نغرس في المواطن حب النظام؟ يتفاوت تعاون المواطنين بحسب وعيهم وفهمهم وظروفهم. الكثير منهم متعاون وإن كان بدرجات متفاوتة ولله الحمد، وقليل جدا مستهتر ومتهاون أعاننا الله عليهم. وحب النظام يغرس منذ نعومة الأظفار في الصغر. وكل السلوكيات الحميدة والإيجابية يتم غرسها منذ الصغر. أما من لم يرب أولاده وترك مسؤولية التربية للخدم او للشوارع فلن يتعلم أولاده النظام إلا بالعقوبات المغلظة والموجعة مع الأسف.