ستظل الأمراض المعدية والقاتلة شيء مرعب يتحدث عنه التاريخ ومن بينها مرض الطاعون والجذام والملاريا والحمى الشوكية والكثير والكثير من هذه الأمراض والأوبئة والتي مرت على مدى عصور قديمة وحديثة مثل جنون البقر وانفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور وحمى الظنك وغيرها من الأوبئة. لو استرجعنا الماضي في عهد نبينا محمد الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين وتابعيهم لوجدنا طريقتهم المثلى في العلاج والحل السهل والأمثل. أذكر لكم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما انتشر الطاعون في عهده حصد هذا الطاعون ما يقرب من عشرون ألف من الصحابة ومن خيرة الناس في بلاد العرب حتى استعان بأكبر الخبراء والأطباء في هذا الوقت واستقدمهم من بلاد الروم وأيضًا عجزوا من علاج هذا الوباء القاتل فقرر أن يستعين بذكاء عمرو بن العاص والذي كان واليًا على مصر وهو ليس بطبيب ولكنه شديد الذكاء والعبقرية والتصرف حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دائمًا يقول له يا داهية عصرك ودائمًا ما كان يقارن فيه أحد وقت الجدال ويقول سبحان من خلق عقلك وخلق عقل عمرو.. وبفطنة الخليفة عمر عرض عليه المشكلة رغم أنه ليس بطبيب فكان من ذكاء عمرو انه تأمل في الناس فوجد الطاعون ينتشر بشدة عند تجمعهم وأمرهم أن يتفرقوا في الأرياف وفي الجبال.. فانتهى الطاعون في ثلاث أيام فقط وبعدها عاش الناس بدون مرض الطاعون فهذه القدرة العقلية غير العادية في حل المشكلات والأزمات وبالفعل تحقق ذلك. اليوم نعيش حظر تجوال لمدة 21 يومًا بسبب مرض ووباء كورونا وذلك بأمر الملك حفظه الله، هذا العلاج هو الحل الأمثل لهذا الوباء وهذا ما نادى به وزراء الصحة في العالم بأن الحل هو في بقاء الأصحاء في البيوت ولا يخرجون إلا عند الضرورة. جميل أن نستفيد من تجارب من سبقونا وليعلم المواطنين والمقيمين بأن ما يطبق من حظر فهو لسلامتنا وإنقاذنا من شبح هذا الفيروس. فلنتباعد اليوم بحذر لنجتمع غدًا بسلام.