الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، إنها لنعمة عظيمة أن يقدم شهر القرآن فتنهل من الحسنات والبركات ما يكون لك رصيداً عامراً تلقاه يوم القيامة لقوله تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). رمضان.. لتتحقق غاياته ليس عليك فقط صيام الشهر أو تلاوة القرآن أو أداء فريضة العمرة أو قيام الليل، طبعاً هذه فيها الخير العظيم وأساس الفريضة، لكن أن يمر رمضان دون مساعدة الآخرين وإدخال السرور على يتيم وفقير ومكروب فأنت وقتها لم تفهم المغزى الحقيقي من الشهر. ونحن في جمعية البر بجدة لا يمكن أن يهل هلال رمضان إلا وتنطلق برامج الجمعية الموسمية والتي تسعى من خلالها لتلبية احتياجات المستفيدين من الأسر الفقيرة، ورسم البسمة على وجوه الأيتام في دور الرعاية، ولهذا قبل قدوم رمضان بأيام بدأ العمل في توفير إفطار للصائمين عبر توزيع السلال الغذائية على الأسر المسجلة لدينا والتي تلبي احتياجاتهم الضرورية لتغنيهم عن السؤال، ولم ننسَ فلذات الأكباد من الأيتام بتوفير العيدية لهم لتوزيعها عليهم ليلة العيد، وتوزيع كسوة العيد على جميع المستفيدين من الجمعية، بل وتوزيع زكاة الفطر لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين، فالشهر لدى البر كله خيرات يبدأ بإطعامهم وينتهي بكسوتهم، وجميع هذه المشاريع تصل للمستحقين دون الحاجة لقدومهم إلى مقر الجمعية ومكاتبها، بل يتم توصيلها لهم أينما كانوا داخل محافظة جدة، للحفاظ على سلامتهم خلال الشهر الكريم. في شهر الخيرات تستنفر البر كل طاقتها وطواقمها من منسوبين ومتطوعين لأجل رضا المولى سبحانه في المقام الأول ثم أولئك البسطاء الذين وضعوا ثقتهم فيها، وفي ظل جائحة كورونا تضاعفت الجهود حتى يكون الناس بأمان وصحة وليعلموا أنه مهما كانت الظروف والعقبات فالخير لن ينقطع، وسيجدون من يلبي احتياجاتهم ويقف بجانبهم ويتفانى لأجل راحتهم، فالعمل الخيري هو مدرسة في نسيان الذات والعمل لأجل الآخرين، فأسأله في علاه أن يتقبل منًا ومن جميع من ساهم معنا وأن يرفع عن وطننا البلاء والوباء. * مدير عام جمعية البر بجدة