أميل جدًا للتعريف الذي يقول أن الدبلوماسية هي علم وفن المفاوضات بين مجموعة الأعضاء وهنا أضيف في أي مجال سياسي اجتماعي عسكري وتركز بشكل واضح على رعاية المصالح في السلم أو الحرب وتبرز أكثر في الأزمات وتحتفظ بدورها الرئيسي في تذليل العقبات للوصول للأهداف المرجوة وهناك نجاح نسبي يظهر في إدارتها ويعول عليه في النهاية. كنت حريصًا خلال هذه الأزمة الصحية بتفشي فيروس كورونا لمتابعة ذلك لأرى كيف يمكن أن تخترق الدبلوماسية وضعًا صحيًا معقدًا لا يقتصر على دولة دون أخرى بل شمل الجميع.. ولان انتشار الوباء جاء بشكل متسارع وأربك الجميع وأحدث خللاً كبيرًا في النظام العالمي وبات التواصل أمراً صعبًا للغاية فلم نعد نرى تلك الاجتماعات الدولية الاعتيادية في إطار عمل المنظمات للتفاعل مع أحداث العالم وانقطعت أيضًا الزيارات الرسمية بين الرؤساء أو الوزراء وغاب كليًا مفهوم العمل التعاوني المشترك الذي تؤطره الدبلوماسية القائمة. ولان قدر الكبار دائمًا هو تحمل الأمور الجسام في أصعب الظروف عقدت المملكة العربية السعودية (قمة العشرين) وترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهي القمة الافتراضية الأولى وبحضور كافة الأعضاء وخصصت لمواجهة وباء فيروس كورونا المنتشر في العالم ووضع كافة الخطط اللازمة لذلك والعمل على تفادي تبعاته الكبيرة. وكانت كلمته -حفظه الله- بمثابة خارطة طريق للعمل المشترك ووضع العمل في جانبه الإنساني فكانت عينه على مساعدة الدول النامية لتقوية البنية التحتية لديهم لتفادي الوباء ودعم الاقتصاد العالمي لحمايته من التأثر، والعمل على تبادل البيانات والمعلومات حول كورونا ومعالجته من خلال التعاون في المجال البحثي والدوائي وحماية من يعملون في الاقتصاد. هذه هي المملكة بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي والنبيل تقف بشموخ لانتشال العالم من هذه الجائحة وترسم لغد مشرق بعون الله.. وكلي فخر بكل الكوادر الإدارية والفنية الوطنية التي عملت على تنفيذ هذا العمل الكبير والجبار وعلى يقين أنه سيكون تجربة ونموذجاً يقتدى به لاختصار الزمن والعمل عن بُعد.. سلمت يا وطني.