من الطبيعي أن يتأثّر نوم كثيرٍ من الناس سَلباً خلال هذه الأيام، فالنوم وظيفةٌ فسيولوجيةٌ حسّاسة تتأثّر بتغيرات البيئة المُحيطة واضطراب المزاج ونمط الحياة، نتيجة ارتفاع مستوى التوتّر والتعاملِ مع المجهول وتبادل الأخبار بكثافة، مما يُقلّل من قدرة المُخ على الاسترخاء.. ولهذا، يشتكي كثيرون من الأرق الحادّ والمُزمن، ورداءةِ جودة النوم، واختلالِ ساعات النوم والاستيقاظ أو الإفراطِ في النوم، إضافة إلى كثافةِ الأحلام وتكرّر الكوابيس الليلية، كما أن الملَل المُصاحب لفتراتِ الحجر المنزلي الاحترازي، يرتبط بنوباتِ نعاس في أوقات غير ملائمةٍ من النّهار.. ويبدو أنّ الأرق مُرتبطٌ برداءة قدرة أجزاء من الدِّماغ على مُعالجة المشاعر السّلبية، فالنّوم الجيّد ضروري للتعامل الصحّي مع الذّكريات والأحداث المزعجة، وهو يُعدُّ من السُّلوكيّات المهمّة لضبطِ المزاج والحفاظ على الاتّزان النفسي والتركيز الذّهني والارتياح العصبي، فضلاً عن أنّ النوم الجيّد لعدد ساعات كافيةٍ يومياً، يدعمُ نظام المناعةِ ويُسهم في الوقاية من العدوى الفيروسية. ومن النّصائح الصّحية للحصول على نومٍ أفضل خلال الأزمة الحالية، الحرصُ على النوم في ساعات الليل والاستيقاظ صباحًا في الوقت نفسه يومياً، والتعرّضُ لضوء الشمس عند الاستيقاظ لمدة (20 دقيقة) على الأقل لتحفيز النشاط، وممارسةُ الرياضة الخفيفة بالاستفادة من برامج التمارين الرّياضية المنزلية، وتشجيعُ أفراد العائلة على اتباع الروتين نفسه، والامتناعُ عن التدخين، فضلاً عن التخفيفِ من تناول الكافيين وبخاصّة خلال ساعات المساء وقبل النوم بعدّة ساعات، والابتعاد عن السّرير خلال أوقات عدَم النوم، واستخدامه للنوم فحسْب بعيداً عن الانشغال بتقنية وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدةِ الأفلام في الإنترنت والتلفاز. ويُقتَرح المُشاركة في التخفيف من مُعاناة الناس عن طريق استخدام المهارات الاجتماعية والعمَلية والمهْنية في مساعدةِ المُحتاجين لها، والتصدّق للمعوزين في أيّام الإغلاق الاقتصادي الحالي، فتلك مُبادراتٌ ترفعُ مستوى الثقة في النفس وتُحفّز على الارتياح النفسي.. وعلى الرّغم من عدم وجود أدلّة وبحوث علميةٍ كافية، إلاّ أنه -أحياناً- يُمكن لبعض الناس الاستفادةُ من مستحضر (ميلاتونين) لعدة أيّام أو بشكل غير منتظم، لضبط السّاعة الحيوية والمساعدةِ على النوم في ساعات الليل.. أما من لديه اضطراباتُ نومٍ (كالأرق المُزمن) أو مزاجٍ وقلقٍ في الأساس ويتناول علاجاتٍ لها، فمن المُقترح أن يتواصل مع طبيبه المُختص عبر الهاتف أو الرسائل، لأخذ المشورة وضبطِ العلاجات النفسية للمساعدةِ على تخطّي هذا الوقت العصيب.