هذه الأيام هي الأيام الفاصلة بين بلدي وبين أولئك الذين يتحدثون كثيراً عن الإنسان وحقوق الإنسان، أولئك الذين أزعجونا كثيراً وفي النهاية تركوا شعوبهم وشيوخهم يواجهون الموت وهم يبكون السنين التي ذهبت في خدمة أوطانهم، أولئك الذين آثروا المال بنظرة مادية بحتة تاركين كل شيء يدور في مكانه حتى دارت الأيام على إنسانهم الضعيف، فأين حقوق الإنسان؟!، أين كل الذي كنا نسمعه ونقرأه في كل مكان عنهم وعن إحسانهم الذي مات أمام وباء كورونا، وهو أول اختبار صعب، ولأن حديثي قط ما كان في يوم سوى حديث عقل يكتب بشفافية وعقلانية لا تعرف التطبيل أبداً ولا يهتم سوى بالصدق والمنطق، أقولها وإصبعي في عيون كل الذين كتبوا وكذبوا على الإنسان الذي بات ضحية وسلعة رخيصة في يدي عشاق المال والمادية البحتة ولا أبشع من أن تترك الإنسان يموت قهراً وكمداً تحت سطوة الوباء والبلاء، فأين هي الإنسانية المزعومة تلك التي كانت ذات يوم أحاديث وجملاً متبادلة في وسائل الإعلام بكل قنواتها، أين هي اليوم يا سادتي؟!، وهذا مجرد سؤال لا أكثر.. أتحدث عن بلدي وعن والدي الملك سلمان يحفظه الله وعن إنسانيته التي قررت أن تضع الإنسان في أول القائمة وضحت بالمال والريال والدولار من أجل حياته وسلامته وهي والله حقيقة هذه الأرض، وهذا البلد الذي دفع الكثير وضحى بالغالي والنفيس من أجل المواطن الذي نراه اليوم ويراه العالم وهو يعيش في ظل هذه الأزمة الخانقة في فنادق خمس نجوم وعناية فائقة وهو في الحجر الصحي، وقبل هذا وذاك ما قامت به الدولة من إجراءات حازمة وشجاعة حيث أقفلت كل منافذ الدخل لتتفرغ للإنسانية وترعي إنسانها لأنها تعلم أن لا شيء أثمن من الإنسان والذي حتماً إن فقدناه خسرناه للأبد، والموت غياب أبدي والحياة كلها عند الله لا تساوي فقد روح غالية، وهذا هو ديننا العظيم وهذه هي حقيقة حقوق الإنسان التي يحتاجها الإنسان في أوقات الشدائد لا أوقات الرخاء، فشكراً من القلب لبلدي وحكومة بلدي التي قالت: أنا هنا يا منظمات حقوق الإنسان، فأين أنتم؟!. (خاتمة الهمزة).. شكراً لبلدي وحكومة بلدي وإنسانية بلدي وصحة بلدي الذي قال للعالم كله إن مملكتنا مملكة الإنسانية وبالفعل لا بالكلام.. حفظ الله الوطن وكل من عليه من كل شر.. وهي خاتمتي ودمتم.