الله عليك يا عبدالله يا بني ويا صغيري الكبير وروحي وقلبي وكلي يا أنت على روعتك وإنسانيتك التي أسكنتها بين صدري هذا المكتظ بالخوف عليكم من الأيام، لك يا أنت يا هذا الطفل وكل أطفال العالم الذين يشبهونك في حبك، في برك، في إحسانك، في نبوغك، في عبقريتك، في كل ماوجدته منك، يا فتى تبدو أكبر من كثير من الرجال،ولكي لا أطيل على القارئ أجدني مضطرا أحدثه عنك وعن عمرك الذي لا يتجاوز الثمانية أعوام وعن فعلك الذي يفوق عمرك بكثير حيث اعتاد هذا الطفل على أن يقدم لي هدية في كل عيد ومن ماله الذي يوفره من مصروفه دون علم أحد ليفاجئني بهدية العيد للعام الثاني على التوالي والتي كانت في هذا العيد عبارة عن (كبكات للثوب) ولأن ما قدمه يليق بالكتابة قررت أن أكتب عنه ليس إلا ليرى كل الأبناء البررة حجم الدهشة وتأثيرها على نفسي كأب مثل كل الآباء الذين يعشقون البر من أبنائهم. عبدالله...لك الله ما أروعك على إحساسك الكبير جدًا والمثير حقًا اسأل الله أن يبارك فيك وتبقى هكذا جميلًا للأبد، الله عليك ما أصدقك في إنسانيتك مع أبوتي في زمن الجحود وزمن العقوق المقيت وأحمد الله أنك ماتزال صغيرًا على أن تعي ما يفعله بعض الأبناء بآبائهم الذين ستسمع عنهم ذات يوم ويقولون لك عن أن بنت فلان وأبناء فلان وزوجة فلان قرروا ذات يوم التخلص من أبيهم غير القادر على الحركة بنقله إلى مستشفى النقاهة ليبقى المسكين وحيدًا عددًا من السنين ومن ثم يغادر الحياة إلى الرحمن تاركًا خلفه مأساة أسرة وقصة جحود داكنة، لتأتي أنت اليوم في محاولة أنيقة لترميم النفوس وبناء المثل وأنت ما تزال صغيرًا على أن تعي معنى وقيمة ما تفعل لكنك تبدو كبيرًا حفظك الله من عيون الناس ومن شر حاسد إذا حسد. خاتمة الهمزة..... لك أنت يا أيها المحسن الكبير كلماتي هذه لتقرأها اليوم ويقرؤها أندادك ليروا ما فعلت، فربما يحاولون أن يكونوا مثلك ومن يكره البر بالوالدين والله يقول: “وبالوالدين إحسانًا”، لك أنت يا صغيري مني قبلة كبيرة بحجم الكون وتحية أكبر من توقعاتك وسلام يليق بحبك وإحسانك لك مني دعائي بأن تكون الفتى الذي يشرفني بنبوغه وأفعاله وإخلاصه وولائه للوطن..هذه..خاتمتي ودمتم. h_wssl @hotmail.com