هناك العديد من التعريفات المختلفة لمعنى (المسؤولية) ومن تلك التعريفات أنها (قدرة الشخص على تحمل نتائج أفعاله التي يقم بها باختياره، مع علمه المسبق بنتائجها) ومنها أيضًا (أنها شعور أخلاقي يجعل الإنسان يتحمل نتائج أفعاله سواء كانت أفعال جيدة أو سيئة)، واليوم وفي هذه الظروف الحرجة ومن خلال الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والتي تقوم بها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. قبل عدة أيام نشر وسم تحت عنوان (كلنا مسؤول) شارك فيه أكثر من 208 بين وزير ومسؤول وجهاز حكومي وبلغ التفاعل له قرابة النصف مليون تغريدة من حسابات العديد من الجهات الحكومية والخاصة والأفراد في منصات وسائل التواصل الاجتماعية مشددين على أهمية مسؤولية كل مواطن ومقيم في المملكة بالالتزام بالبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة وأنه السلاح الأقوى لمواجهة فيروس كورونا كإجراء احترازي للوقاية من الفيروس مما يساهم في تعزيز سلامة أمننا الصحي وقد قدموا في ذلك الوسم عدد من النصائح والإرشادات المختلفة. عندما يتحمل المسؤولية كل فرد في المجتمع سيصبح المجتمع مجتمعًا صحيًا ويكسب احترام الجميع فلا مجال لأن يقوم أحدهم بإلقاء اللوم على الآخر فالجميع سواسية في تحمل المسؤولية والجميع موقع ثقة بأنهم قادرين على أن يؤدوا المهام التي طلبت منهم وقادرين على أن يغيروا من سلوكياتهم ويطوروا قدراتهم ليساهموا مع باقي أفراد المجتمع في إنقاذ مجتمعهم من أي خطر أو سوء يحيط بهم، فتحمل كل فرد للمسؤولية اليوم يعني أن كل فرد منا على ثغرة ويجب أن يبذل ما في وسعه للدفاع عن هذه الثغرة والتأكد من التزامه الكامل على حمايتها من أي ضرر. عندما تتوحد الرسالة (كلنا مسؤول) تصبح أكثر قوة وأعظم التزام وأكثر انتشار وتساهم أيضًا في التنسيق بين الجهات المختلفة ليكون الهدف واحد والمصير واحد، وقد صدرالدليل الإرشادي لكيفية استخدام الهوية البصرية للحملة الإعلامية للتوعية بهذه الرسالة (كلنا مسؤول) فهي وإن كانت عبارة عن كلمتين إلا أن فيها معاني كبيرة من الالتزام والجدية والعزم على العمل كفريق عمل واحد فهي مسؤولية كبرى خصوصاً وأنها تتعلق بأرواح أفراد المجتمع فالقضية اليوم لا تحتمل أي نوع من أنواع التساهل أو التسويف وهي أمانة في عنق كل فرد من أفراد المجتمع فعلينا جميعاً الالتزام وأن نتحلى بالصبر ونكون فعلاً مسؤولين.