هل هي بداية تراجع أم مجرد توقف بسيط؟ ينظر الخبراء إلى تباطوء انتشار فيروس كورونا المستجد منذ يومين في إيطاليا كبارقة أمل لكنهم يدعون أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة الحذر. سجلت هذه الدولة الأكثر تضررًا حتى الآن من وباء كوفيد-19 مع أكثر من ستة آلاف وفاة، 600 حالة وفاة إضافية الاثنين أي أقل بخمسين من اليوم السابق (651) وأقل ب192 عن الأحد اليوم الذي سجل أعلى عدد وفيات حتى الآن مع 793 وفاة أي بتراجع نسبته 24% في 48 ساعة، سجلت إيطاليا أيضا في نفس الفترة تراجعًا في عدد الأشخاص المصابين بحوالى 22% بين السبت (4821) والاثنين (3780). هذه الأرقام مشجعة بالنسبة للعلماء الإيطاليين الذين يرون في ذلك بارقة أمل في مأساة الوفيات اليومية رغم أنهم دعوا إلى توخي الحذر، وقال والتر ريكياردي الذي يمثل إيطاليا في منظمة الصحة العالمية الثلاثاء: "إن التباطوء يتعلق بشكل خاص بالشمال لأنه في الجنوب تواصل الأرقام الارتفاع". وأضاف الخبير ردًا على أسئلة محطة "راي نيوز 24": "يبدو أن الإجراءات تنجح لكن يجب عدم التوقف عن التيقظ والحرص على أنها ستواصل النجاح، بالتالي فإن البقاء في المنازل هو اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى". التفاؤل حذر أيضًا في لومبارديا، المنطقة التي دفعت أعلى ثمن من جراء المرض مع 3700 وفاة والتي يراقب الخبراء الأوروبيين الأرقام فيها، في انتظار وصول الوباء إلى ذروته أي النقطة التي يبدأ فيها عدد الحالات بالتراجع، وعلق جوليو غاليرا المسؤول الكبير في القطاع الصحي في لومبارديا مساء الاثنين بالقول: إنه إذا كان عدد الوفيات في المنطقة سجل تراجعًا كبيرًا بنسبة 18% في الساعات ال48 الماضية (3095 السبت مقابل 3777 الاثنين) فإنه: "ليس الوقت المناسب لإعلان النصر، لكننا نرى ضوءًا في نهاية النفق"، كما أن عدد الأشخاص الذين شفيوا والذي تراجع أيضًا بشكل كبير في الساعات الماضية في إيطاليا، مع 408 حالات الاثنين مقابل 952 الأحد، يحض الخبراء أيضًا على ضبط النفس. تهديد الجنوب ما يثير قلق العلماء أيضًا عدد حالات الإصابة التي لا تحتسب في الإحصاءات نظرًا لعدم إجراء فحوصات، حيث أظهرت بعض الدراسات أنها يمكن أن تشكل حوالى 60% من العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس، هؤلاء الاشخاص يساهمون في نشر الفيروس بدون معرفة منهم، ما يمكن أن يؤخر النتائج المرجوة من العزل. وتتجه أنظار الأخصائيين أيضًا حاليًا نحو جنوبإيطاليا المهدد بانفجار عدد الإصابات بعد نزوح كبير للسكان العاملين في الشمال الذين انضموا إلى عائلاتهم في المناطق الجنوبية في سياق إجراءات العزل، وتحركهم هذا يساهم أيضًا في نقل الفيروس إلى تلك المناطق، وقال والتر ريكياردي: إن فترة ظهور الفيروس تتراوح لمدة 15 يومًا، وإذا لاحظنا تراجعًا في عدد الحالات في الشمال فسنواصل رؤية ارتفاع في الجنوب". وأضاف: "بالتالي لا يمكننا إلا في غضون أسبوعين أن نأمل في اتجاه البلاد أولاً نحو ثبات في عدد الحالات ومن ثم تراجعها لكن أكرر القول، فقط إذا تم الالتزام بإجراءات العزل"، وقال جورجيو غوري رئيس بلدية بيرغامو التي يعتبرها الإيطاليون المدينة ضحية فيروس كورونا المستجد الثلاثاء: إن الأرقام في اليومين الماضيين تظهر تباطوءًا لكنني حذر، لا أريد أن أتوهم". وأضاف خلال لقاء مع مراسلي الصحافة الأجنبية عبر فيسبوك: "آمل في أن يؤتي أسبوعا العزل ثمارهما لكن لا يمكنني أن أقول لكم إلى متى سنواصل العيش في هذا الوضع غير الطبيعي على الإطلاق"، يعتبر خبراء أن ارتفاع عدد الحالات المسجلة في بيرغامو وضواحيها مرتبط بمباراة اتالانتا-فالنسيا التي جرت في 19 شباط/فبراير ضمن منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، والتي قد تكون لعبت "دورًا مسرعًا في انتشار الفيروس" في لومبارديا لكن أيضًا في إسبانيا بعد عود مشجعي فالنسيا إلى بلدهم.