سجّلت في إيطاليا السبت حالة وفاة ثانية جراء فيروس كورونا المستجدّ وهي ثاني ضحية أوروبية، في وقت يزداد القلق حيال ارتفاع عدد الإصابات خارج الصين لا سيما في كوريا حيث “الوضع خطر” على ما قال رئيس الوزراء. وبلغ عدد الإصابات في العالم 77 ألفا فيما باتت إيطاليا أول دولة أوروبية تسجل وفيات في صفوف مواطنيها من جراء الفيروس مع وفاة امرأة إيطالية تبلغ الخامسة والسبعين في لومبارديا بعد وفاة رجل (78 عاما) خلال الليل الماضي. وسجلت حوالى أربعين إصابة حتى الآن على الأراضي الإيطالية بينها ما لا يقل عن 32 في لومبارديا في محيط بؤرة حددت في كودونيو على بعد 60 كيلومترا من ميلانو. ودفع هذا الوضع السلطات الإيطالية إلى اتخاذ اجراءات عزل جزئي في حوالى عشر مدن لمدة أسبوع. وكان أول شخص تُوفي في أوروبا بعدما أصيب بالوباء الذي ظهر للمرة الأولى في ديسمبر في مدينة ووهان في وسط الصين، سائح صيني من مقاطعة هوباي، وعاصمتها ووهان. وقد وصل هذا الرجل البالغ 80 عاماً في 23 يناير إلى باريس حيث تُوفي في 14 شباط/فبراير. وسُجلت خارج الصين القارية (من دون هونغ كونغ وماكاو)، أكثر من 1300 إصابة حتى الآن خصوصاً في كوريا الجنوبيةواليابان. وقد أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها حيال صعوبة احتواء انتشار الوباء. ودقّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ناقوس الخطر الجمعة في جنيف قائلا: “لا نزال في مرحلة يمكننا فيها احتواء الوباء”. وحّذر من أن “فرص (منع تفشي الفيروس) تضيق” مندداً بنقص الدعم المالي الدولي. وحذر السبت من أن الأنظمة الصحية الإفريقية غير مجهزة بشكل كاف لمواجهة الوباء داعيا الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي “إلى رص الصفوف لمواجهة” فيروس كوفيد-19. ويواصل المرض تفشيه، مع تسجيل حالة وفاة جديدة السبت في إيران حيث ستغلق المدارس والجامعات والمراكز التربوية في قم وأراك (وسط) أبوابها مع ارتفاع الحصيلة إلى خمس وفيات وهي الأعلى خارج الشرق الأقصى. وفي كوريا الجنوبية، سُجلت وفاة ثانية السبت وارتفع عدد الإصابات بشكل كبير مع 229 حالة جديدة ليصل المجموع إلى 433، على ما أعلنت السلطات الصحية الكورية الجنوبية. وقال رئيس الوزراء شونغ سي-كيون في كلمة ألقاها مساء السبت إن الوباء دخل “مرحلة خطرة والحكومة تقوم بكل ما في وسعها لاحتواء انتشاره”. ويشكل مستشفى شيونغدو في جنوب البلاد بؤرة رئيسية للفيروس إذ أن 95 من الإصابات الأخيرة “مرتبطة” بمرضى أو بأفراد طاقم المستشفى الطبي. وكانت الضحيتان في كوريا الجنوبية أدخلتا هذا المستشفى. أما البؤرة الثانية الرئيسية فهي “كنيسة شينتشونجي ليسوع” في مدينة دايغو بالقرب من شيونغدو. وقد أصيب اكثر من 200 من أتباع هذه الطائفة المسيحية. كذلك، أصيب موظف في مصنع تابع لشركة “سامسونغ إلكترونيكس” في غومي على بعد 200 كيلومتر من سيول، ما استدعى تعليق العمل في الموقع حتى الاثنين. في اليابان، بدأ السبت نحو مئة شخص كانوا على احتكاك مباشر مع مصابين على متن سفينة “دايموند برنسيس”، بالنزول من السفينة، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية. وتُثار تساؤلات حول الوسائل التي تعتمدها السلطات الصحية اليابانية بعدما سمحت هذا الأسبوع لنحو 970 شخصاً بالنزول من السفينة بعدما جاءت نتائج الفحوص التي خضعوا لها سلبية لناحية إصابتهم بالفيروس. لكن تبين أن بين هؤلاء، أستراليين اثنين وإسرائيلية أُعلن أنهم يحملون الفيروس لدى عودتهم إلى بلديهم. ولا تزال سفينة “دايموند برنسيس”، البؤرة الأساسية للوباء خارج الصين. فقد أصيب بالفيروس 630 شخصا من أصل 3711 كانوا على متنها. واستمرت السبت عمليات إجلاء ركاب السفينة وأفراد طاقمها إلى بلدانهم فنقل 31 إلى بريطانيا وستة إلى رومانيا واثنان إلى اليونان. وفي اليابان أيضاً، أعلنت اللجنة المنظمة لدورة طوكيو 2020 الأولمبية السبت أنها ستؤخر برنامج تدريب المتطوعين خلال الألعاب كإجراء احترازي، مؤكدةً أن إلغاء الأولمبياد المقرر من 24 تموز/يوليو إلى 9 آب/أغسطس المقبل، ليس مطروحاً. في المقابل، يُسجّل تراجع في عدد الوفيات اليومي في الصين القارية حيث تتركز الغالبية العظمى للوفيات. فقد أعلنت السلطات الصحية السبت عن 109 وفيات جديدة في مقابل 118 في اليوم السابق ليبلغ عدد الوفيات على الصعيد الوطني 2345. وسجلت الإصابات اليومية بالفيروس تراجعاً أكبر بعد، مع 397 إصابة جديدة السبت في مقابل قرابة 900 الجمعة. وفي رسالة شكر لمؤسسة “بيل وميليندا غيتس” على دعمها المالي لمكافحة الوباء، أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أن بلاده باتت الآن في “فترة حساسة”، على ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة. وتقلل الصين حتى الآن من تأثير الوباء على المدى الطويل على اقتصادها المشلول جراء الحجر الصحي المفروض على عدد كبير من المدن وإغلاق الطرق والنقص في اليد العاملة. ويبدأ وزراء المال وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين اجتماعا السبت في الرياض مكرسا خصوصا لتداعيات الوباء على الاقتصاد العالمي.