يضج العالم بما تقوم به دولتنا الغالية من جهود جبارة، وتوجيهات احترازية، حفاظًا على المواطنين والمقيمين فيها، وتقديم سلامتهم على أي شيء آخر، وفيما تتكبد الدولة على كاحلها جميع الخسائر على خسارة فرد من أفراد هذه البلد. وما نراه اليوم من التزام، ووعي هو أقل ما يتوجب على المواطن القيام به، والعمل بالتعليمات والتوجيهات، ليكون عونًا ومسهمًا في نجاح ما تسعى إليه حكومتنا الرشيدة من نشر للتوعية فيما بيننا يدًا بيد من أجل هذا الوطن. هذا التكاتف، وهذه اللحمة، والوطنية التي نراها اليوم ليست حديثة على شعب حب وطنه يجري في عروقه مجرى الدماء، وهو حالهم في كل الأزمات التي مرت على تاريخ المملكة، آخذين بعين الاعتبار، بأن التوحد واجب وطني يجب تأديته، متجاهلين جميع الاختلافات، والتي قد تنشأ في أي مجتمع كالمذهب، والقبيلة، واللهجة، واللون ،أو أي اختلاف، ينشأ عنه بؤرة للصراع، أو التفكك، وفي وقت تحتاج بلدنا فيه أن نتوحد، هذا ما أزعج المتربصين والمتخفين خلف الستار، ففي كل أزمة يكشف لنا وجهًا تلو الآخر، حبهم لنقد يجبرهم على الخروج عن تملقهم حتى لو لم يكن هناك شيء ينتقد، فاتخذوا منها فرصه لاعتلاء المنابر، وقذف سمهم، ووبائهم على معشر الوطنيين بالتشكيك في وطنية كل من يهتف بحب الوطن، أو السمع والطاعة تجاه التعليمات والتوجيهات واتهامهم بالنفاق، والهرطقة. وما دفع هؤلاء الهاتفين إلا إحساسهم بالوطنية والانتماء للأرض التي ولدوا ونشأوا عليها، وما قامت به الدولة، أثارت به غريزة حب الوطن في نفوس مواطنيها، والتي أشارت من صنيعها دول العالم بأصبعها، فنحن كمواطنين أحق أن نشهد لها به ونرفع لها كل البنان، فلكل فرد طريقته في التعبير عن وطنيته، ولا تنحصر على المثقفين والمتعلمين فقط، بل حتى الطاعنين في السن يدندنوا بحب الوطن ويورثوا لأبنائهم ما ورثوه عن آبائهم. وإن لم تشهد بكل ذلك وتفخر، وتشكر فما أنت إلا محسوب زيادة على هذا الوطن، ومن يبحث عن ثغرة لتفكيك هذا الترابط فقد خاب سعيه.