أطلقت مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان، مبادرة بعنوان "كورونا الإدمان" لتوعية مواطني الدول العربية بخطورة الإدمان الذي يفوق في أضراره ما يسببه فيروس كورونا من إصابات ووفيات. تأتي المبادرة انطلاقٌا من الاحصائيات الأخيرة حول الإدمان في العالم العربي، والتي خلصت إلى أن ما يقرب من 15% من مواطني مصر والدول العربية قد ارتادوا مستشفى أو مركز أو مصحة علاج الادمان، وعلى الرغم من أن النسبة قد تظهر على أنها ضئيلة لكنها في الحقيقة ضخمة بما يكفي لإحداث حالة من الذعر، لأن عدد مواطني الدول العربية يقترب من 360 مليون مواطن، أي أن هناك 54 مليون شخص يعانون من الإدمان. ويربط اسم المبادرة بين كورونا والإدمان انطلاقًا من أن الإدمان كفيروس اجتماعي يمكن تصنيفه على أنه أشد فتكًا وأكثر خطورة من فيروس كورونا الذي يسبب مؤخرًا حالة من الذعر والترقب لكافة الدول حول العالم، حيث أن الإدمان والمشكلات التي ترتبط به تؤدي إلى وفاة شخص من بين كل 10 مدمنين وهذه نسبه كارثيه بالمقارنة بفيروس كورونا. وتهدف "كورونا الإدمان" إلى تسليط الضوء على أهمية علاج الادمان لأنه لا يحظى بالتقدير المطلوب، من خلالها عقد مجموعة دورات وورش عمل لزيادة الوعي المجتمعي بخطورة الإدمان، ودفع الأسر العربية إلى التوجه إلى أقرب مستشفى لعلاج الإدمان. وتأخذ مستشفى الأمل لعلاج الإدمان والطب النفسي على عاتقها مسئولية رفع الكفاءة المهنية، وتطوير نظم وبرامج علاج الإدمان المختلفة المعمول بها داخل مستشفى علاج الادمان أو المراكز والمصحات العاملة في مجال علاج الإدمان، وذلك بتقديم نماذج مختلفة لطرق علاج الإدمان الحديثة المستخدمة في أفضل المستشفيات حول العالم. يذكر أن طرق وبرامج علاج الإدمان قد شهدت تطورًا كبيرًا على مدى ال 50 عامًا الماضية في العالم الغربي، ولكن لازال العالم العربي يتعامل مع قضية الادمان بنفس الطرق القديمة التي لا تؤدي إلى تحقيق نسب شفاء عالية، أو تقدمًا كبيرًا. وفي هذا السياق، تقدم مستشفى الامل للطب النفسي وعلاج الادمان من خلال ورش العمل والتدريبات، شرحًا وافيًا عن أهم البرامج التي يجب إتباعها في مراكز ومصحات علاج الادمان وأبرزها: (برامج الاقامة الكاملة، البرامج الحديثة لعلاج إدمان الفتيات، برامج ال 28 يوم، برامج سحب السموم السريع بدون ألم). وتحرص مستشفى الأمل على تطوير برامج علاج الإدمان لتناسب كل الأشخاص والظروف، إيمانا منها بحق كل مريض في العلاج، ومدى خطورة انتشار المخدرات الاصطناعية الحديثة في الوطن العربي، والتي تسبب أمراضًا عقلية ونفسية خطيرة قد تنتهي بالمدمن إلى الإصابة بأمراض عقلية مثل الفصام والذهان. وتؤمن مستشفى الأمل بضرورة هدم وصمة العار التي تلاحق علاج المدمن في الوطن العربي، حيث يرى الكثير من الآباء أن مرض الإدمان انحراف أخلاقي وليس مرض نفسي وسلوكي يستوجب العلاج، ولذلك تتفاقم المشكلة بمرور الوقت دون وجود نتائج ملحوظة، وتتفكك الأسر ما يعود بالسلب على المجتمع ككل. جدير بالذكر أن ظاهرة إدمان المخدرات تنتشر بكثافة في الآونة الأخيرة بخاصة في العالم العربي، وأنها قد تكون ظاهرة أشد فتكًا بالمجتمع، وأكبر خطورة من فيروس الكورونا، ولكن المؤسسات والجهات المنوطة برصد هذه الظاهرة لا تمنحها الاهتمام الكافيلذلك أفردت مبادرة "كورونا الإدمان" التي تطلقها مستشفى الأمل لعلاج الادمان والطب النفسي مجموعة من ورش العمل والدورات المتخصصة لهدم وصمة العار التي تنهش في جسد عالمنا العربي، فالإدمان ليس عار تختبئ منه بل هو مرض يحتاج إلى علاج.