تزخر هذه البلاد -ولله الحمد- بالعديد من النعم الكبرى وفي مقدمتها وجود الحرمين الشريفين، وعبر الأجيال تتواصل الاستكشافات للثروات الطبيعية المتعددة والتي لم تقف عند حقول النفط بل تجاوزتها لحقول الغاز والتي تسعى المملكة لتكون في إطار تطلعات رؤية 2030م والهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي مما يساهم في تحقيق أقصى درجات الاستقرار للاقتصاد الوطني وتساهم في تأمين الرفاهية للمواطنين. إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء (يحفظه الله) عن دخول المملكة العربية السعودية بقوة تنافسية هائلة في إنتاج الغاز غير التقليدي لأول مرة في المملكة من حقل الجافورة العملاق في المنطقة الشرقية والذي يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب غير التقليدي يتم اكتشافه في المملكة بطول 170كم وعرض 100كلم، ويقدر حجم موارد الغاز في مكمنه بنحو 200 تريليون قدم مكعب من الغاز الرطب والذي يحتوي على سوائل الغاز في الصناعات البتروكيميائية والمكثفات ذات القيمة العالية، من شأنه أن يساهم في منح المملكة مركز الصدارة العالمية في إنتاج الغاز كما حققت الصدارة في إنتاج النفط، كما سيساهم هذا التحول عند اكتمال إنتاجه ليصل إلى 2.2 تريليون قدم مكعب بحلول عام 2036م محققاً دخلاً صافياً بنحو 6.8 مليار دولار سنويًا. التحول الذي نعيشه اليوم في قطاع الطاقة وحرص الدولة على تقليل اعتمادها على دخل النفط كمصدر أساسي للدخل والبحث في مواردها الطبيعية الأخرى والموجودة في باطن الأرض لتساهم في تقوية مركزها الاقتصادي كواحدة من أهم المؤثرين الرئيسيين لتحقيق الاستقرار للاقتصاد العالمي، كما تساهم في توفير المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء الوطن إضافة إلى برامج المملكة في تطوير الطاقات المتجددة لتحقيق المزيج الأفضل لاستهلاك أنواع الطاقة محلياً مما يدعم جهودها في حماية البيئة واستدامتها. شركة أرامكو السعودية لا تكتفي اليوم بأن تسيطر على عُشر الإنتاج العالمي للنفط الخام بل تسعى لدعم القطاع غير النفطي عبر إستراتيجية طويلة المدى تستهدف زيادة إمدادات الغاز مدفوعة بتقنيات عكفت على تطويرها للمزيد من اكتشافات الغاز الصخري ما يساهم في خفض تكلفة الإنشاء والصيانة بنسبة 70%، ويؤكد المختصون بأن الحاجة للنفط ستستمر لعقود قادمة ولكن السياسة الحكيمة ورؤية المملكة 2030 تؤكد على ضرورة وضع مسار جديد للبحث عن الطاقة البديلة الموجودة في باطن الأرض، فلئن كنا في الماضي نبحث عن حقول النفط ونعلن عن اكتشافها فها نحن اليوم نقدم منتجات جديدة تساهم في تأمين احتياجات الأسواق العالمية في مجال الطاقة المتجددة مما يحقق التنمية المستدامة ويرفع الإيرادات غير النفطية.