الأمن السيبراني مصطلح أخذ في الانتشار خلال السنوات الأخيرة ولكن مفهومه بقي غامضاً عند البعض، فلم يعرفوا ماذا تعني كلمة (سيبراني) تحديداً، ولم يعرفوا ما تأثير هذا الأمن على حياة الفرد والمجتمع ويفيد المختصين بأن كلمة (سيبراني) هي ترجمة حرفية لكلمة Cyber وهي كلمة يونانية الأصل تعني «التحكم أو التواصل» وتستخدم للإشارة إلى تواصل الآلات مع غيرها من الأجهزة والكائنات وتحكمها ببعضها البعض مما ساهم في إيجاد مصطلحات متعددة مرتبطة بهذه الكلمة مثل الفضاء السيبراني والذي يعتمد على الإنترنت وشبكات الاتصالات، والجرائم السيبرانية والتي عادة ما تقع عن طريق الإنترنت وأجهزة الحاسب الآلي حتى وصلنا إلى الحروب السيبرانية والتي تركز على الاعتداء على الشبكات والأجهزة والمعلومات بقصد السرقة والتخريب والتجسس لدرجة أن بعض الباحثين اعتبر تلك الحروب بمثابة المجال الخامس في الحروب بعد البر والبحر والجو والفضاء مما ساهم في ايجاد (الأمن السيبراني) والمرتبط بتوفير الحماية للشبكات الإلكترونية والبيانات الرقمية والأجهزة المتصلة بها للحد من خطر الهجمات التي قد تتعرض لها والفيروسات التي يمكن أن تخترقها أو تتجسس عليها. في عام 2017م تأسست الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بموجب أمر ملكي وهي الجهة المختصة في المملكة بالأمن السيبراني والمرجع الوطني في شؤونه وتقوم الهيئة بمهام تشغيلية وتنظيمية وتعمل بشكل وثيق مع الجهات العامة والخاصة لتعزيز الأمن السيبراني وحماية المصالح الحيوية والأمن الوطني والبنى التحتية الحساسة، وبالأمس وتحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- وبالتزامن مع رئاسة المملكة لمجموعة العشرين نظمت الهيئة المنتدى الدولي الأول من نوعه للأمن السيبراني، وذلك في وقت يواجه فيه العالم مخاطر وتهديدات سيبرانية متزايدة تستدعي تضافر الجهود على المستوى الدولي وذلك لمواجهتها والحد من آثارها. في كل يوم نسمع عن نمو متسارع في الاختراقات التي تحدث على الشبكات الإلكترونية والبرامج الخبيثة التي تتسلل لها وذلك لقرصنة المعلومات للتأثيرعلى العديد من المجالات بما فيها نتائج الانتخابات مما رفع نسبة تلك المخاطر والاعتداءات الإلكترونية لدرجة أصبح كل فرد هدف محتمل لتلك الهجمات السيبرانية والتي تتطور يوماً بعد يوم بما في ذلك التصيد الإلكتروني عبر الرسائل الإلكترونية الاحتيالية أو الأخطاء أو الفجوات التي تحدث في بعض البرامج أو تحميل التطبيقات المجانية وقبول طلبات الدخول على المعلومات الشخصية للأجهزة إضافة إلى الاعتداءات المباشرة على الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية، ولذلك يأتي مثل هذا المنتدى ليكون فرصة للمختصين للبحث عن الحلول خصوصاً وأن المنتدى سيساهم في تأسيس منصة دولية لحوار مفتوح ومستمر في هذا المجال يمهد الطريق لجهود ملموسة وفاعلة يساهم فيها الجميع لإيجاد عالم سيبراني أفضل.