على وقع التصعيد العسكري الذي شهدته محافظة إدلب شمال غرب سوريا خلال اليومين الماضيين، أكد الرئيس التركي أن بلاده لن تؤزم العلاقة مع روسيا حول الأمر، في حين اعتبرت الأخيرة أن أنقرة لم تلتزم باتفاقات التهدئة المبرمة حول المنطقة. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مساء اليوم الثلاثاء، أن الجيش الروسي يتابع تقارير عن انتشار قوات تركية في إدلب ونشوب اشتباكات بينها وبين قوات النظام السوري. كما اعتبر أن أنقرة لم تنفذ بعد التزاماتها الرئيسية فيما يخص إدلب، داعياً إلى الالتزام التام باتفاقات سوتشي. من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه لا توجد حاجة "لخلاف خطير" مع موسكو بخصوص التطورات في سوريا في الوقت الراهن، مضيفا أن بلاده ستتحدث مع روسيا بهذا الشأن "دون غضب". وأردف قائلا إنه ربما يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، بحسب ما نقلت تلفزيونات تركية. كما قال للصحافيين وهو على متن طائرة أثناء عودته من أوكرانيا: "إن تركيا لن تسمح للنظام السوري باكتساب أراض في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا"، مشيراً إلى أن الاعتداء على الجنود الأتراك يعد انتهاكا لاتفاقية إدلب"، جاء ذلك بعد يوم من مقتل 5 جنود أتراك ومدني يعمل مع الجيش، في قصف للنظام السوري على إدلب، وفق وزارة الدفاع التركية. إلى ذلك، أكد الرئيس التركي أن نقاط المراقبة التركية في إدلب لها "دور مهم جدا وستبقى هناك". والاثنين، اعتبر أردوغان أن التطورات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا أصبحت "خارج نطاق السيطرة"، كما حض روسيا على "الوفاء بالتزاماتها" في إدلب. وقال خلال مؤتمر صحافي من كييف مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين: "نأمل أن يفي كل طرف بالتزاماته بموجب اتفاقات أستانا وسوتشي (الهادفة لوقف القتال في سوريا والتي وقعت عليها موسكووأنقرة)، وأن نتمكن من العمل في إطار هذه الالتزامات". يذكر أن 5 جنود أتراك ومدني يعمل مع الجيش، قتلوا الاثنين، في قصف للنظام السوري على إدلب، وفق وزارة الدفاع التركية. وكانت الوزارة قد أفادت في وقت سابق بمقتل 4 جنود وإصابة 9 آخرين بجروح، غير أن اثنين من الجرحى توفيا متأثرين بإصابتهما. ورداً على ذلك قصفت أنقرة مواقع للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من قوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة أخرى، نزح أكثر من نصف مليون شخص وفق الأممالمتحدة جراء التصعيد العسكري لقوات النظام وحليفتها روسيا في شمال غرب سوريا، في واحدة من أكبر موجات النزوح منذ بدء النزاع الذي يقترب من اتمام عامه التاسع. ومنذ ديسمبر، تصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها، تؤوي أكثر من 3 ملايين شخص نصفهم نازحون، وتسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وحلفاؤها، وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً.