أضحى الإسباني كارلوس ساينز على بعد 447 كلم، بينها 374 كلم مرحلة مخصصة للسرعة، من لقبه الثالث في رالي دكار الصحراوي، وذلك على الرغم من فوز زميله في ميني الفرنسي ستيفان بيترهانسل بالمرحلة الحادية عشرة قبل الأخيرة من النسخة الثانية والأربعين المقامة في السعودية للمرة الأولى. ويدخل ساينز، الفائز بلقب فئة السيارات عامي 2010 و2018، المرحلة الختامية المقررة الجمعة بين حرض والقدية، وهو في الصدارة بفارق 10 دقائق و17 ثانية عن حامل اللقب القطري ناصر العطية (تويوتا)، الذي حل ثانيا الخميس بفارق 10 ثوان فقط عن بيترهانسل، فيما يحتل الأخير، صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (13 بين 7 في السيارات) المركز الثالث بفارق 10 دقائق و23 ثانية. ونجح ساينز أمس الخميس في المرحلة، التي أقيمت بين الشبيطة وحرض لمسافة 744 كلم، بينها 379 كلم مرحلة مخصصة للسرعة، في الخروج بأقل أضرار ممكنة من دون مخاطرة كبيرة، وذلك بحلوله ثالثًا بفارق 8,03 دقائق عن بيترهانسل، الذي حقق فوزه الرابع في النسخة الحالية والسابع والأربعين منذ انتقاله إلى فئة السيارات عام 1999 والثمانين بالمجمل. سنقاتل المركز الثاني سيقاتل بيترهانسل والعطية بشدة من أجل محاولة الفوز باللقب للمرة الثامنة بالنسبة للأول، بعد أعوام 2004 و2005 و2007 و2012 و2013 و2016 و2017، والثالثة بالنسبة للثاني بعد عامي 2015 و2019. وأقر بيترهانسل أنه «من الصعب جدا كسب الدقائق في ظل ظروف طبيعية. لكن من جهة أخرى، أدت أخطاء ملاحة إلى خلق فوارق كبيرة. قاتلنا بشراسة، ضغطنا طيلة اليوم وكسبنا بعض الوقت، لكن ليس بما فيه الكفاية.. إذا نجح كارلوس في حسم اللقب، فسيكون ذلك رائعًا للفريق (ميني)». أما العطية، فبدا مستسلما في صراعه على اللقب، بالقول «سنقاتل ستيفان على المركز الثاني»، موضحًا: «دفعنا غاليا ثمن الخطأ الذي ارتكبناه في الأمس»، ما أدى إلى انهائه المرحلة في المركز السابع عشر بفارق 17,46 دقيقة عن ساينز. وبعيدا عن الصراع الثلاثي على اللقب، عزز السعودي يزيد الراجحي (تويوتا) مركزه الرابع في الترتيب العام باحتلاله المركز السابع في المرحلة قبل الأخيرة مباشرة خلف منافسه الأبرز على هذا المركز الجنوب إفريقي جينييل دي فيلييرز (تويوتا). ويدخل الراجحي المرحلة الختامية متخلفًا بفارق 47 دقيقة و57 ثانية عن ساينز، فيما يتقدم بفارق قرابة 19 دقيقة على دي فيلييرز. صراع ثلاثي وعلى غرار فئة السيارات، احتدمت المنافسة على لقب فئة الدراجات قبل يوم على الختام، وذلك بعد أن حقق التشيلي بابلو كوينتانيا (هوسكفارنا) فوزه الثاني في النسخة الحالية والخامس في تاريخ مشاركاته. وحسم التشيلي البالغ من العمر 33 عاما المرحلة بفارق 9 ثوان فقط أمام النمسوي ماتياس وولكنر (كاي تي أم)، فيما حل زميل الأخير الأرجنتيني لوسيانو بينافيديس ثالثا بفارق دقيقتين و48 ثانية. واستفاد كوينتانيا على أكمل وجه من اكتفاء الأمريكي ريكي برابيك بالمركز الحادي عشر بفارق 11 دقيقة و48 ثانية عن التشيلي، ليقلص الفارق الذي يفصله عن دراج هوندا المتصدر إلى 13 دقيقة و56 ثانية قبل المرحلة الثانية عشرة الختامية. وعلق كوينتانيا على انتصاره أمس الخميس بالقول: «أنا سعيد حقا بالفوز في هذه المرحلة. من الجميل دائما أن تفوز بمرحلة. كان انتصارا صعبا حقا وأعطيت كل ما لدي منذ البداية.. قلصت الكثير من الزمن الذي يفصلني عن ريكي (برابيك)، لكن لا يزال هناك فارق هام بيننا.. ما زال أمامنا بضعة كيلومترات للضغط اليوم». وكشف التشيلي «كان يوما غريبا لأني كنت أفتتح المسارات. وتخسر كثيرا من الوقت دائما في مثل هذه الحالات من الطرق الوعرة والكثير من الكثبان الرملية. لكن في النهاية كانت جيدة بالنسبة لي، غدا سنكون في موقع جيد للانطلاقة، لذا يمكننا تعويض الكثير من الوقت وسنرى ما سيحصل». ولا تزال الفرصة قائمة أيضًا أمام الأسترالي توبي برايس (كاي تي أم) لمحاولة الاحتفاظ باللقب بما أنه يتخلف بفارق 22 دقيقة و34 ثانية عن برابيك بعد أن حل خامسا الخميس بفارق 5 دقائق و49 ثانية عن كوينتانيا. لكن الأسترالي أقر بأن برابيك وكوينتانيا «يقودان بسرعة وذكاء. هذا الأمر يصعب الوضع علينا بالتأكيد من أجل محاولة تقليص الفارق. نقدم أفضل ما لدينا، نحاول البقاء في المعركة. ما زال أمامنا يوم واحد». وتبقى الأفضلية بطبيعة الحالي لبرابيك الذي، وبعد ثلاثة انسحابات متتالية من 2017 حتى 2019 واكتفائه بالمركز التاسع في مشاركته الأولى عام 2016، يبدو الأقرب لنيل اللقب الغالي لاسيما أنه يقود بذكاء من أجل تجنب أي أخطاء بحسب ما كشف بعد المرحلة، بالقول «قدت بشكل دفاعي اليوم. قدت بنسبة 70 بالمئة من أجل تجنب الضغط كثيرا على الرجل (هو الدراج) والماكينة. أنا سعيد لوجودي هنا (في هذا الموقع)، وكل ما أفكر به الآن هو تجاوز خط النهاية. قد يكون الغد يوما رائعا».