أتاح سوء الأحوال الجوية واضطرار المنظمين لاختصار المرحلة الخامسة من رالي دكار أمس (الجمعة)، للفرنسي سيباستيان لوب (بيجو) إحرازها في فئة السيارات، والبريطاني سام سندرلاند (كا تي أم) تصدّر الترتيب العام للدراجات. وألغى المنظون الجزء الثاني من المرحلة الممتدة بين مدينتي توبيسا وأورورو البوليفيتين، بعدما قطع المتسابقون 219 كيلومتراً من أصل 692 كيلومتراً، منها 447 كيلومتراً مخصصة للسرعة، موضحين أن الخطوة اتخذت بعدما "أصبح من الصعب جداً القيادة على المسار بسبب الأحوال الجوية السيئة السائدة في الطريق إلى أورورو". وألغي الجزء الثاني من المرحلة، والذي كان يمتد لمسافة 470 كيلومتراً. وسمح الإلغاء للوب تحقيق فوزه الثاني في فئة السيارات، والصعود إلى المركز الثاني بفارق 1.09 دقيقة خلف زميله ومواطنه حامل اللقب ستيفان بيترهانسل الذي استعاد صدارة الترتيب من زميله ومواطنه سيريل ديبريه، الفائز بالمرحلة الرابعة الخميس. وكان لوب، الفائز بتسعة ألقاب في بطولة العالم للراليات ويخوض مغامرته الثاني في رالي دكار أبرز سباقات الطرق الوعرة، صاحب أسرع توقيت قبل توقف المرحلة، مسجلاً 2.24.03 ساعة. وتقدم لوب في مرحلة الجمعة، على الإسباني ناني روما (تويوتا) بفارق 44 ثانية، وعلى بيترهانسل الثالث بفارق 1.31 دقيقة، فيما جاء ديبريه رابعاً بفارق 10.33 دقيقة. وبذلك، تراجع ديبريه في الترتيب العام إلى المركز الثالث بفارق 4.45 دقيقة عن بيترهانسل، علماً أنّه كان قد تصدّره بعد مرحلة الخميس التي شهدت انقلاب سيارة السائق الآخر لبيجو الإسباني كارلوس ساينز، بطل 2010، ما تسبب بانسحابه من الرالي. والإنسحاب هو الثاني المهم من فئة السيارات بعد اضطرار القطري ناصر العطية، سائق تويوتا وبطل عامي 2011 و2015، للقيام بالأمر نفسه الأربعاء بسبب تعرض سيارته لحادث بالغ. وفي الدراجات النارية، كان سندرلاند (27 عاماً) صاحب أفضل توقيت في القسم الأول قبل التوقف، ما جعله يحقق انتصاره الأول هذه السنة، والثاني له في مجمل مشاركاته في رالي دكار. وأحرز سندرلاند ثاني مراحل رالي 2014، وأصبح حينها أوّل درّاج بريطاني يفوز في إحدى مراحل رالي دكار منذ دون ديكون (1998). إلاّ أنّ سندرلاند لم يتمكّن في ذلك الحين من مواصلة مشواره، إذ انسحب في اليوم التالي بسبب عطل في محرّك دراجته (هوندا). وكان الإسباني خوان باريدا (هوندا) متصدراً للترتيب العام بعد المرحلة الرابعة قبل أن يغرم بإضافة ساعة إلى توقيته بسبب التزود بالوقود خارج المناطق التي حددها المنظمون، ما سمح للتشيلي بابلو كوينتانيا (هوسكفارنا) بالتصدر قبل أن يحلّ سندرلاند بدلاً منه. وعوقب ثلاثة دارجين آخرين من هوندا، هم الفرنسي ميكايل ميتج والأميركي ريكي برابيك والبرتغالي باولو كونسالفيش، بالعقوبة نفسها لقيامهم بالمخالفة ذاتها في المرحلة الرابعة، وهذا الأمر شكّل ضربة أخرى لآمال الفريق الياباني باستعادة اللقب من منافسه النمسوي "كا تي أم" الذي احتكره منذ 2002. إلاّ أنّ فريق (كا تي أم) تعرض لضربة قاسية في المرحلة الرابعة بانسحاب بطل العام الماضي الأسترالي توبي برايس بعد سقوطه عن دراجته ما أدّى إلى إصابته بكسر في عظمة فخذه اليسرى. وتسبّبت العقوبة التي تعرض لها باريدا بتراجعه بعد المرحلة الرابعة إلى المركز السابع بفارق 41 دقيقة عن كوينتانيا، ثمّ أصبح ثامناً بعد المرحلة الخامسة الجمعة بفارق 1.12.39 ساعة عن سندرلاند نتيجة اكتفائه بالمركز الثاني والعشرين. وتخلّف باريدا بفارق 37.10 دقيقة عن سندرلاند الذي جاء في المركز الأول بفارق 7.07 دقيقة عن البرتغالي غونسالفيش، و7.29 دقيقة عن الفرنسي أدريان فان بيفيرين (ياماها). أمّا كوينتانيا، فاكتفى بالمركز السابع بفارق 18.12 دقيقة عن سندرلاند، ما جعله يتراجع إلى المركز الثاني في الترتيب العام بفارق 12 دقيقة عن الأخير، فيما أصبح فان بيفيرين ثالثاً بفارق 16.07 دقيقة عن الدراج البريطاني.