قالت الولاياتالمتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، إن قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني كان دفاعاً عن النفس، وتوعدت باتخاذ إجراء جديد «إذا اقتضت الضرورة» في الشرق الأوسط لحماية جنودها ومصالحها. وردت إيران الأربعاء على قتل سليماني بإطلاق صواريخ على منشآت عسكرية تضم جنوداً أمريكيين في العراق. وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن أحداً من الأمريكيين لم يصب بأذى، مما هدّأ مخاوف من أن يثير قتل سليماني والرد عليه صراعاً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وكتبت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة، كيلي كرافت، في الرسالة التي وجهتها للأمم المتحدة إن واشنطن «مستعدة للدخول دون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع إيران لمنع تعريض السلام والأمن الدوليين لمزيد من الخطر أو للحيلولة دون حدوث تصعيد من جانب النظام الإيراني». وكتبت كرافت في الرسالة، إن قتل سليماني في بغداد يوم الجمعة كان مبرراً بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، مضيفةً «الولاياتالمتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية في المنطقة إذا اقتضت الضرورة لمواصلة حماية جنودها ومصالحها». وتضمن المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة للدول حق الدفاع عن النفس باستخدام جميع الوسائل المتاحة لها، بما فيه العسكرية. والدول مُطالبة بموجب المادة 51 بأن «تبلّغ فوراً» مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً بأي إجراءات تتخذ لدى ممارسة حق الدفاع عن النفس. واستخدمت الولاياتالمتحدة المادة 51 في تبرير اتخاذ إجراء في سوريا ضد مقاتلي تنظيم داعش عام 2014. وقالت كرافت إن قتل سليماني والضربات الجوية الأمريكية في العراقوسوريا يوم 19 ديسمبر التي استهدفت مليشيا مدعومة من إيران جاءت «رداً على تصعيد هجمات مسلحة شنتها الجمهورية الإيرانية وفصائل تدعمها في الأشهر الأخيرة على قوات ومصالح أمريكية في الشرق الأوسط». وعددت الرسالة سلسلة من التهديدات الإيرانية التي استهدفت الولاياتالمتحدة خلال الأشهر السبع الأخيرة، بمشاركة من المليشيات المدعومة من قبل «فيلق القدس» في العراق، كما عددت الهجمات التي وقعت ضد القوات الأمريكية. وأضافت أن هدف قتل سليماني كان ردع إيران عن شن أو دعم هجمات وتقليص قدرتها على شن هجمات. كما تحدثت الرسالة عن الهجوم الباليستي الإيراني الأخير بصواريخ انطلقت من إيران ضد قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أمريكية الأربعاء. وفي الفقرة الأخيرة من الرسالة، قالت السفيرة الأمريكية، كيلي كرافت، إن واشنطن «تكرر ما قالته على مدى السنوات الماضية» من أنها ما زالت «ملتزمة بالحل الدبلوماسي دون شروط مسبقة، ومن خلال مفاوضات جادة مع إيران، بهدف إزالة التهديد المحدق بالسلام والأمن الدوليين، ومنع التصعيد من قبل النظام الإيراني». تعميم على الدبلوماسيين إلى ذلك، وبعد التهدئة العسكرية المؤقتة تترك واشنطن الباب مشرعاً بوجه طهران لأي مفاوضات محتملة بإغلاقه أمام منظمات المعارضة في الخارج، حيث أصدر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، تعميماً على الدبلوماسيين يقضي بعدم التعامل مع 6 منظمات إيرانية معارضة. ووفقاً لموقع «بلومبيرغ» فقد جاء في البرقية أن «التعامل المباشر للحكومة الأمريكية مع هذه الجماعات المعارضة بالتحديد يمكن أن يأتي بنتائج سلبية على سياسة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمتمثلة في السعي للتوصل إلى اتفاق شامل مع النظام الإيراني يعالج سلوكه المزعزع للاستقرار». وفي البرقية، أمر بومبيو الدبلوماسيين الأمريكيين بتقييد أي اتصال مع جماعات المعارضة الإيرانية، وعلى رأسها منظمة «مجاهدي خلق» وذراعها السياسية «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية». أما المنظمات الخمس الإيرانية المعارضة الأخرى فقد شملت بعض أحزاب القوميات الكردية والآذرية والعربية، وهي: «حزب كومله الكردستاني» و»الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» و»حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» و»الحركة القومية لتحرير أذربيجان الجنوبية»، وذلك بحسب ما ذكر نيكولاس وادامز، مراسل «بلومبيرغ». وجاء في البرقية الدبلوماسية أن هذه الجماعات المعارضة الإيرانية في المنفى «تحاول التعامل مع المسؤولين الأمريكيين بانتظام لتحصل على دعم ضمني يعزز حضورها على الأقل ويعزز نفوذها».