قال الرئيس التونسي قيس سعيَد إن كل المؤشرات تدل على أن الأوضاع في ليبيا مرشحة لمزيد من التعقيد، مشددًا على ضرورة أن تكون الاستعدادات وطنيًا لهذه التطورات المحتملة في مستوى المرحلة. وأعرب الرئيس التونسي في اجتماع مجلس الأمن القومي، عن أمله في ألا يتطور الأمر إلى قتال داخل ليبيا، لافتًا إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الأوضاع مرشّحة لمزيد من التعقيد، خاصة في ظل التدخل الأجنبي. وكانت تونس قد شاركت، في جلسة مشاورات طارئة بمجلس الأمن الدولي بنيويورك، المنعقدة بطلب من الجمهورية التونسية والمملكة المتحدة وروسيا حول الأحداث الأخيرة في ليبيا وبحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة. وعبَّرت تونس عن استنكارها الشديد ورفضها المطلق لتواصل سفك دماء الليبيين، إثر التصعيد الأخير الذي يشهده الوضع في ليبيا وآخره سقوط عدد من الضحايا في الهجوم على الكلية العسكرية جنوبطرابلس، مشدّدة على ضرورة التحرك العاجل لمجلس الأمن لفرض احترام قراراته ذات الصلة بالشأن الليبي. إلى ذلك، استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتدشين خط أنابيب غاز جديد ومناقشة النزاع في كل من ليبيا وسوريا. ولا تزال الدولتان تقفان على جانبين مختلفين من النزاع في سوريا، وقد تكونان في مسار تصادمي في ليبيا. يأتي ذلك بعد أن أرسلت تركيا طلائع جنودها بدعوى الدفاع عن حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا. من جهتها، ذكرت صحيفة تركية الأربعاء نقلاً عن الرئيس رجب طيب اردوغان قوله إن تركيا أرسلت 35 جنديًا إلى ليبيا دعمًا لحكومة طرابلس لكنهم لن يشاركوا في المعارك. وكتبت «حرييت» نقلاً عن أردوغان ردًا على تساؤلات حول شكل الانتشار العسكري التركي في ليبيا أن «تركيا ستتولى مهمة تنسيق، لن يشارك الجنود في أعمال قتالية». والأسبوع الماضي صادق النواب الأتراك على مذكرة تجيز للحكومة إرسال عسكريين إلى ليبيا دعمًا لحكومة الوفاق الوطني حليفة أنقرة في مواجهة قوات الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر. وأعلن حفتر الأحد أن نشر جنود أتراك في ليبيا بدأ بعد أن أعطى البرلمان الضوء الأخضر. وبحسب تصريحات أردوغان التي نقلتها الصحيفة الأربعاء تم إرسال 35 جنديًا تركيا إلى ليبيا. وشدد على أن «العسكريين الذين سيرسلون لاحقًا لن يشاركوا في المعارك» في حين أشار مسؤولون أتراك مرارًا إلى أفراد سيتولون «تدريب» و»تقديم الاستشارة» لقوات الوفاق الوطني.