كثيراً ما نسمع في بعض المجالس من بعض الأشخاص مقولة (لو كنت في ذلك المنصب لقمت بكذا وكذا أو لاتخذت القرار التالي ...)، فبعض الناس ينظر إلى بعض القضايا من زوايا مختلفة ويقوم باستعراض بعض المواضيع من خلال مفهومه ومعلوماته كمستفيد من الخدمة وليس مسؤولاً عن تقديمها، ولذلك فإننا قد نجد في كثير من الأحيان أفكاراً متعددة يتم طرحها ولكن قد لا يستفاد منها إما لعدم إمكانية تطبيقها وفق الأنظمة والقوانين أو لعدم تمكُّن تلك الأفكار والمقترحات من الوصول للمسؤول لأسباب مختلفة. في الأسبوع الماضي طرح معالي الدكتور ماجد القصبي سؤالاً في حسابه على تويتر قائلاً: (لو كنت وزيراً للتجارة والاستثمار أو وزيراً للشؤون البلدية والقروية، ماهي القرارات التي ستتخذها في عام 2020 ؟)، وقد تفاعل الجمهور مع ذلك السؤال وتنوعت المقترحات المقدمة للقرارات التي يمكن اتخاذها سواء على مستوى زيادة الرقابة أو تقييم الخدمات والشركات وتوزيع المشروعات ورفع جودة المنتجات وجودة الحياة بشكل عام وغيرها من المقترحات المختلفة والتي شملت الكثير من المجالات المرتبطة بوزارتي التجارة والاستثمار ووزارة الشؤون البلدية والقروية. وسائل التواصل الاجتماعية بمختلف أنواعها يمكن أن تستفيد منها الجهات الحكومية اليوم بشكل أكبر في تحسين وتطوير خدماتها من خلال فتح الأبواب لاستقبال المقترحات والأفكار والملاحظات والشكاوى والحلول لبعض المشاكل والتي إما أن تلك الجهات لم تتمكن من الوصول لها أو أنها في الأساس قد لا تكون على علم ودراية بها فتساهم مثل تلك الفرصة في إحاطة المسؤول بتلك الملاحظات. التواصل مع الجمهور والاستماع إلى صوت المستفيد والنزول إلى الميدان ولو عبر تلك الوسائل الاجتماعية ومن خلال ما يطرح فيها من ملاحظات ومقترحات يعد من أهم العوامل التي قد تساهم في إحاطة المسؤول بحقيقة ما يحدث على أرض الواقع وتخرجه من الإطار التقليدي الذي فرضته ظروف العمل وتزوده بالعديد من الأفكار والتي قد يكون كثيرٌ منها خارج صندوق محيط العمل، وهذا ماعمدت إليه أيضاً وزارة العدل والتي أطلقت العام الماضي لمنسوبيها منصة الابتكارلجمع الأفكار المبتكرة من (سوق الأفكار الإلكتروني) والتي سعت من خلاله لابتكار معايير عالمية تتيح تطوير الأداء وزيادة الإنتاج وتكون حافزاً للعاملين في الوزارة لتقديم كل ما من شأنه رفع مستوى الأداء وتقديم خدمات أفضل. لقد بدأ عام 2020 والذي يتميز بالتحول والتغيير والسرعة والتطورالتقني، وحتى ننجح في هذا العصر يجب أولاً أن نؤمن بضرورة التغيير في أسلوب ومنهج العمل وأن نفتح الأبواب لجميع الأفكار والمقترحات، فالاعتماد على الطرق والأساليب القديمة والمضي بنفس المنهج الإداري التقليدي لن يساهم في تحقيق الأهداف والآمال والطموحات ولذلك علينا أن نتجدد ونتطور حتى نحقق رؤيتنا الطموحة 2030.