تحوُّل كبير يشهده العالم وانفتاح سابق لأوانه في المنطقة التي ظلت تحت رهن إشارة المملكة العربية السعودية منذ أمدٍ بعيد ما لم يكن العالم أجمع، ويتضح هذا بجلاء من خلال الخطوات السعودية تجاه القارات الثلاث، وتجاه الأحبة والألداء في آن واحد ليس تناقضاً وإنما تصالحاً من أجل إحلال السلام كما هي بين أميركا وروسيا وبين الباكستان والهند وبين إسرائيل والعرب حتى على الصعيد الداخلي المصغر بين حماس وفتح وبين المعارضة السورية وروسيا وبين اليمنيين والحوثيين ليشهد العالم أنه لن يقوم بمثل هذا الدور أو العمل إلا دولة واحدة تعتبر نواة العالم تسيطر على المختلين فيه مقابل سيطرتها على العقلاء بحكمتها ورجاحة عقل قادتها، وهاهي اليوم تجمع قادة دول العشرين المؤثرين في عالم البترول في القمة التي سيتم انعقادها بمشيئة الله تعالى في مدينة (نيوم) قلب العالم الجديد التي ستتحول من صحراء قاحلة كانت نائمة إلى مدينة من الطراز العالمي تمزج بين التاريخ والحضارة وبين التطور والازدهار أي أنها ستكون مجمعاً لحضارات العالم على سبيل المثال الحضارات التي يتم صناعتها في كل دولة سيتم تجميعها في مدينة نيوم التي تقع على سواحل وضفاف البحر الأحمر والتي ستقام على جُزُرها عشرات الفنادق الفارهة والحدائق الترفيهية الكبيرة وغيرها من الأنشطة العالمية، والعالمية فقط. من يشاهد المملكة العربية السعودية من الأعلى يعلم أن هناك مداً من الحضارة التليدة قادماً من قلب الصحراء لا تكاد عيناه تغمضان من عظمة ما يشاهده كل لحظة عالمية في وسطها وحدودها المترامية، لذلك كانت مجموعة قمة العشرين في الزمان الصحيح والمكان الصحيح والوقت الصحيح لأن العالم يشهد صراعات على كافة الأصعدة وتتأثر مصالح الدول بتذبذب سعر البترول صعوداً وانخفاضاً كضغط الإنسان إن ارتفع انفجر وإن انخفض تدهور وبالتالي سيشهد هذا الاجتماع الطبيب السعودي الذي سيضع النقاط على الحروف بعيداً عن المجاملات التي لولا إنسانيتها تجاه شعوب العالم لكان موقف المملكة يصب في صالحها ومصالحها وهي بذلك تعطي لتلك الدول الوقت الكافي لتدارك احتياجات شعوبها ولكن حتماً لن يكون على حساب تقدمها ورؤيتها، لذلك كان تصريح وزير البترول السعودي صائباً حينما قال إن المملكة ستقوم بخفض الإنتاج ولن تجامل أحداً في ذلك لأننا تأخرنا كثيراً في الصعود نحو القمة.