في غيابها حارت الأسئلة.. وفي حضورها زادت.. ثلاثين عامًا لم تكن بالقليلة، ولكن اسمها كان يتردد، وإرثها الفني تتداوله أصوات غنائية من كل أنحاء العالم العربي.. فعندما اختارت لنفسها الغياب، تركت فنها الجميل في عهدة التاريخ، ولأنه فن أصيل، لم يندثر، أو يُنسى، بل بالعكس زاد بريقه.. عزيزة جلال.. اسم لامع في ساحة الفن العربي.. توارت عن الأنظار لأسبابها الخاصة التي لا دخل لنا بها أبدًا.. ولكن أعمالها الإبداعية هي ما نبحث عنه.. في الثلاثين عامًا من الغياب.. ظلت أغنيات المطربة صاحبة الصوت الشجي عزيزة جلال تتواجد في ساحة الطرب.. فهي أغنيات من نوعية الفن الأصيل.. فخلال مشوارها الفني تعاونت «عزيزة» مع أسماء بارزة في عالم التلحين والشعر.. قدموا لها أجمل الأعمال.. فظلت عالقة وساكنة في الوجدان.. لم تغب مع صاحبتها.. يردّدها كل عاشق للفن الأصيل.. وكل هايم في بحر الأشوق.. ورغم أن بداياتها الأولى كانت من المغرب وبالأغنيات المغربية ومع ألحان الفنانين المغاربة أمثال: عبدالنبي الجيراري وحسن القدميري وأحمد البيضاوي الذي لحن لها أغنية من أشعار شاعرنا الكبير الأمير عبدالله الفيصل.. إلا أن الانطلاقة الحقيقية لعزيزة جلال بدأت من مصر.. مع ألحان الكبار رياض السنباطي ومحمد الموجي وبليغ حمدي وحلمي بكر وسيد مكاوي وكمال الطويل.. ومع قصائد الشعراء مأمون الشناوي وعبدالوهاب محمد.. وكاد أن يكون لها تعاون مع الموسيقار محمد عبدالوهاب لولا أنها كانت قد اعتزلت.. أسماء كبيرة بارزة في مسيرتها الفنية هو الذي أسهم في الحفاظ على إبداعاتها من الاندثار رغم مرور السنوات الطويلة.. وعندما عادت لساحة الفن والطرب تباينت الآراء.. غنّت عزيزة جلال في حفلات «شتاء طنطورة».. في عودة فنية بعد غياب طويل.. استقبلها الجمهور في المسرح بتصفيق هائل.. وآلاف كانوا يتابعونها خلف الشاشات.. غنّت.. وقدمت أغنياتها المعروفة.. ضجّت مواقع الإعلام والتواصل بخبر العودة والغناء مرة أخرى.. لم يكن في الحفل «مفاجآت» تذكر.. لم يكن فيه جديد سوى العودة.. صحيح أنها أعادت الذاكرة لأعمال «طرب» أصيل.. لكن الجمهور كان يأمل في شيء جديد يضاف لرصيد زاخر سابق.. انتهت الحفلة وخرج الجمهور والمشاهدين وهم سعداء بعودة صوت جميل رغم تأثير الزمن «الواضح» عليه.. وتباينت الآراء في المواقع وهذا أمر متوقع.. لكن السؤال الآن ماذا بعد..؟ هل ستواصل «عزيزة» المشوار بحفلات أخرى مستقبلا؟ هل من أعمال جديدة؟ أسئلة ستظل مطروحة.. ولابد أن المطربة الكبيرة استوعبت درس العودة.. فإذا كان من جديد مقبل لابد أن يكون «مدروسًا» بشكل أعمق.. فالتاريخ لا يرحم.. وإذا كانت الخطوة الأولى «مرّت» بسلام.. فإن الخطوات المقبلة سيكون لها «صدى» أكبر.. أهلا بصاحبة روائع «بتخاصمني حبة» و»إلا أول ما تقابلنا» و»مستنياك» و»هو الحب لعبة» و»من حقك تعاتبني» و»غزيل فلة».. أهلا بالنجمة الفنانة «عزيزة جلال»..