بين الحين والآخر نحتاج أن نعتذر لأنفسنا، لقلوبنا وطيبتنا.. نعتذر عن فرط الثقة ومبالغتنا في تضحياتنا ومشاعرنا.. نعتذر عمن اعتقدناهم مصابيح تنير دروبنا فما زادوها سوى عتمة.. نعتذر عن من أخذوا الكثير الكثير منا ثم جحدونا.. نعتذر عن أشباه أناس ظنناهم أوطان لنا وأسروا قلوبنا ثم استغنوا عنا.. وسقطوا منا ومن أعيننا، ندعهم مكان سقوطهم فلكل ساقط لاقط يتفق معه بالعقل والتفكير وياليتهم يتوهون عن أعتابنا.. وعن تلك الليالي الموحشة والخذلان، (نحرر أنفسنا).. فلا سؤال عمن غاب، ولا عتاب لمن تخلى، ولا لوم لمن تأخر في الرد.. فنحن نستحق الحب والتقدير والاحترام.. ولله الفضل والمنة الذي لم يجعل تدبير أمورنا بيد عباده، وجعل السماء بابه.. ** خاتمة: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ فَفَرَّجَ كَربَهُ القَلبُ الشَجيِّ وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ