لا يخفى علينا أن القوة الناعمة هي القوة الجبارة في التأثير، وكذلك المساعد الإداري في أي ميدان تعليمي أو مهني، هم قوة العمل وشريان الإبداع والتأثير والإنجاز وتحقيق الأهداف، فضلا عن دورهم المحوري في تنمية وتطوير وتحضُر العمل الإداري، ونقله من مجرد عمل روتيني مكتبي ورقي ممل إلى مهنية عالية وأمانة ومسؤولية وإتقان وتخطيط واستشراف للمستقبل. غير أن هذه القوة الناعمة تم وأدها وتعطيل إمكانياتها منذ أن تم تعيينها على المرتبة السادسة، دون النظر للمؤهلات العليا والمهارات الإدارية والمعرفية لتقف تلك المرتبة كحجر عثرة في طريق تحقيق الطموحات والمنجزات والإنتاجية الإدارية التنافسية التي تتطلع لها أي منظومة وبالتالي تعطيل وقود التنمية ومصادر الإبداع والتميز الإداري المهني لمختلف الوظائف التنفيذية، وامتدادا لذلك التعطيل وبمزيد من القيود كُبلت تلك القوة الناعمة في بعض المنشآت بدليل إجرائي يطبق وفقًا لأهواء المسؤول المباشر وتحليلاته الشخصية، أو تحيزاته الفكرية الضحلة، وتغيير بنود الدليل بما يخدم مصالحه الشخصية مكابرًا متجاهلاً حدود السلطة التقديرية الممنوحة له والأكثر ايلامًا النظرة الدونية للمساعد الإداري، وتكليفهم بأي مهام قد تصل حد مهام المستخدمين في بعض المنشآت التعليمية، تحت بند القيام بأي مهام يكلف بها المسؤول المباشر. رفقًا بتلك القوة الناعمة وواقعًا لا ينبغي أن نتجاهله أن هذه القوة الناعمة المؤهلة المساعد الإداري من حملة الماجستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف لا تزال معطلة في مراتب متدنية لا تعزز ولا تنمى ولا تطور قدراتها، بل تهدر تلك الطاقات الوطنية المؤهلة وتوجهها لمسارات متهالكة من الروتين الإداري والتعاملات الورقية، يُقال: «المدير الناجح ليس لديه موظف فاشل»، فأرجو من وزارة التعليم وقف الهدر وتوجيه الطاقات والكفاءات العلمية والإدارية إلى خدمة وتنمية وتطوير الميدان التعليمي.