أدان الاتحاد الأوروبي أمس سياسة إسرائيل ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعيد إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن واشنطن لم تعد تعتبرها مخالفة للقانون الدولي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان إن «موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة واضح ولم يتغير: كل الأنشطة الاستيطانية غير شرعية بموجب القانون الدولي». وتابعت أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية «تقوّض إمكانية تحقيق حل يستند إلى قيام دولتين وفرص التوصل إلى سلام دائم». وكان بومبيو قد أعلن في وقت سابق أنه «بعد دراسة جميع جوانب النقاش القانوني بعناية، خلصت الولاياتالمتحدة إلى أن إنشاء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض في حد ذاته مع القانون الدولي». ويضع هذا التصريح الولاياتالمتحدة في موقف متناقض مع الشريحة الأكبر من الدول كما وقرارات مجلس الأمن الدولي، وهو يأتي في توقيت يسعى فيه المرشّح الوسطي الإسرائيلي بيني غانتس إلى تشكيل حكومة تخلف حكومة بنيامين نتانياهو، حليف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتابعت موغيريني إن «الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى وضع حد لأنشطتها الاستيطانية بما يتماشى مع التزاماتها بصفتها سلطة احتلال»، من دون أي إشارة إلى التحول في الموقف الأمريكي. ويصل بومبيو إلى بروكسل اليوم لإجراء محادثات مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي. من جهتها نددت السلطة الفلسطينية بموقف واشنطن الذي لم يعد يعتبر مخالفًا للقانون الدولي، من المستوطنات الإسرائيلية التي تعتبرها الأممالمتحدة وجزء كبير من المجتمع الدولي غير قانونية. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة في بيان إن واشنطن «غير مؤهلة أو مخولة بإلغاء قرارات الشرعية الدولية، ولا يحق لها أن تعطي أي شرعية للاستيطان الإسرائيلي». وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية «متعارضة مع القانون الدولي». وحمل أبو ردينة الإدارة الأمريكية «المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات لهذا الموقف الخطير». ويعتبر الاستيطان من القضايا الرئيسة التي أدت إلى توقف المفاوضات السياسية بين الطرفين منذ العام 2014، حيث تصر السلطة الفلسطينية على وقفه في حين تواصل إسرائيل البناء في الضفة الغربية. من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ردًا على الموقف الأمريكي الجديد «يجب على المجتمع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لردع هذا السلوك الأمريكي غير المسؤول».