لا يزال إغلاق «ميدان الملك عبدالعزيز» بوسط جده والذي يطلق عليه «الميدان العملاق» يمثل معاناة يومية لأهالي الأحياء المجاورة للميدان خصوصًا أحياء النسيم والسليمانية ومعظم أحياء شرق الخط السريع، وتزداد المعاناة مع الازدحام أوقات الذروة وعطلة نهاية الأسبوع. وأغلق الميدان سابقًا خلال فترة تنفيذ مشروع كوبري طريق الملك عبدالله قبل أكثر من 3 سنوات وبعد الانتهاء من المشروع استبشر الأهالي بإعادة فتح الدوار بالطريق المؤدي إلى امتداد طريق الملك عبدالله شرقًا ولكن تفاجئ الجميع باستمرار إغلاقة وهو ما دفع عددًا من الأهالي للمطالبة بإيجاد حل جذري وفعال للدوار الذي يعتبر طريقًا حيويًا يسهل حركة المرور للقادمين من طريق الملك عبدالله غربا إلى جهة الشرق مرورًا بأحياء النسيم والسليمانية وأحياء شرق الخط السريع. يقول المواطن عادل المطيري: «إننا منذ 3 سنوات ونحن في معاناه بسبب إغلاق الدوار للسالكين لجهة الشرق مما سبب ربكة واختناقات في الطريق البديل»، مناشدًا المسؤولين في محافظة جدة بإيجاد حل لمعاناتهم. وطالب أحمد الجفري بضرورة فتح هذا الدوار الذي يعتبر امتدادًا لشارع الملك عبدالله الرئيسي والذي يربط شرق المحافظة بغربها موضحًا أن المشكلة تكمن في تغيير مسار الطريق فبدلاً من الدخول بالدوار ومواصلة الطريق اتجاه الشرق يجبر سالك الطريق بالاتجاه جنوبًا بطريق تزدحم فيه المركبات علاوة على وقوع عدد من الحوادث المرورية وعرقلة المرور، وناشد الجفري المسؤولين لسرعة وضع حل جذري لهذه المشكلة. الدوار مغلق منذ سنوات من جهته قال المواطن محمد الفهمي أحد سكان حي النسيم: اعتقدنا أن سبب إغلاق هذا الطريق الرئيس هو إغلاق مؤقت لحين الانتهاء من تنفيذ مشروع كوبري ولي العهد ولكن تم افتتاح مشروع الكوبرى ولا يزال الميدان مغلقًا أمامنا منذ ذلك الحين نتمنى فتح هذا الطريق حيث إنه يخدم أحياء عديدة وقد تسبب هذا الإغلاق في زحام شديد لقاصدي هذا الطريق. فيما تحدث عبدالعزيز بدران عن معاناته مع هذا الطريق قائلاً: إن هذا الدوار أصبح الشغل الشاغل لشريحة كبرى من أهالي جدة سالكي هذا الطريق نظرًا لما يسببه من إزعاج كبير لهم، ودعا إلى الاستفادة من التجارب لدى الدول الأخرى في معالجة مشاكل الاختناقات و التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص وإعداد دراسات على المدى البعيد كون المحافظة تعج بألاف المركبات فجدة تتميز بنمو سكاني كبير واتساع عمراني يتطلب تهيئة السبل المناسبة لربط أحيائها، مشيرًا إلى أن موقع الدوار مهم ويحتاج تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية؛ للتسهيل على المواطنين والمستفيدين من الطرق والشوارع الحيوية، وأضاف قائلاً: الذي يشاهد هذا الدوار يصاب بالدهشة من المساحة الكبيرة التي يحتلها الدوار ومع هذا عدم أدائه الغرض الذي أنشئ من أجله. «الأمانة»: مشروع «الجسر والنفق» سيحل المشكلة قال المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جده ا.محمد البقمي: «إنه تم الانتهاء من تصميم جسر على طريق الملك عبدالله ونفق على طريق الأمير ماجد، مضيفًا: «إنه سيتم مراجعة الدراسة الهيدروليجية للمشروع بعد انتهاء المخطط العام لبرنامج تصريف مياه الأمطار و إجراء التحديث اللازم ومن ثم إعادة طرح المشروع حسب توفر الميزانيات له». وأكد أن هناك تنسيقًا وتعاونًا مع الأخوة بإدارة مرور جدة بخصوص الازدحام المروري حيث قامت إدارة المرور وبالتنسيق مع الأمانة بتركيب إشارات مرورية كحل عاجل لتسهيل انسيابية الحركة المرورية بالميدان ولرفع الكفاءة التشغيلية للتقاطع ورفع مستوى السلامة المرورية للتقاطع. المجلس البلدي: جاري معالجة المشكلة «المدينة» طرحت الموضوع على رئيس المجلس البلدي بجدة عبدالله المحمدي الذي قال: «إن المجلس البلدي ناقش مؤخرًا الاختناقات المرورية التي تعاني منها شوارع وميادين المحافظة كما تم الوقوف على الوضع ميدانيًا وتم اقتراح الحلول لبعضها وبالتالي أرسالها إلى الأمانة وجاري معاجلة بعضها». سندي: تنظيم الحركة في أوقات الذروة أحد الحلول قال الخبير في هندسة الطرق والنقل والمواصلات الدكتور علاء سندي الأستاذ المساعد بكلية الهندسة المدنية: «إن منطقة قلب جدة التي يقع فيها ميدان الملك عبدالعزيز تشهد ازدحامًا مروريًا كثيفًا بسبب الموقع الحيوي الذي يشمل عدة مواقع من أبرزها جامعة الملك عبدالعزيز ومحطة قطار الحرمين بجانب مشاريع المستشفيات والفنادق والمناطق التجارية بالإضافة إلى المشاريع السكنية القائمة والمخططة للمستقبل ذات الكثافة العالية، ومن المتوقع أن تزداد الكثافة المرورية التي تصب في الميدان مما سيسبب في زيادة الضغط المروري بالميدان، وإن الميادين لها طاقة استيعابية محددة تكون محبذه للاستخدام في حال الكثافات المرورية المنخفضة والمتوسطة حيث إنها تقلل من زمن التأخير للمستخدمين، وفي حال الكثافات المرورية العالية فإنة يفضل استخدام الإشارات الضوئية التقليدية أو الإشارات الضوئية الذكية المتكيفة مع الكثافات المرورية المتغيرة خلال اليوم». وأضاف: «إن بعض تقاطعات الإشارات المرورية الرئيسة في مدينة جدة وصلت إلى طاقتها الاستيعابية للتشغيل فإنة كما هو مشاهد تم استبدالها بالكباري والأنفاق لتسهيل حركة السير حيث إن استيعابية الكباري أعلى من الإشارات»، مضيفًا: «إن ميدان الملك عبدالعزيز من أكبر ميادين جدة ويحتاج إلى دراسة مرورية لتقييم وضعه الحالي والمستقبلي ووضع التقاطعات المحيطة به و استنادًا عليه وضع الحلول الحالية و المستقبلية». وتتجة الممارسات المرورية في الحلول العاجلة إلى تنظيم الحركة في أوقات الذروة والتي تستند إلى دراسات مرورية متخصصة، واحدة من الأمثلة المعمول بها حاليًا في مدينة جدة هو تنظيم حركة المرور الداخلة إلى جامعة الملك عبدالعزيز عن طريق البوابة رقم 1 وتنظيم حركة المرور داخل ميدان الخمسين عامًا بالجامعة والذي هو امتداد لبوابة 1 كحل قصير المدى بالتعاون بين فريق الجامعة والمرور لتنظيم دخول المركبات للجامعة والذي أدى إلى سلاسة في حركة دخول المركبات وتخفيف الزحام، ويكمن الحل في تقليل نقاط تقاطعات المركبات وإعطاء أفضلية العبور للمحور ذات الكثافة المرورية العالية.