قال الله تعالى «كل نفس ذائقة الموت».. افتقدنا منذ أيام زميلنا العزيز والغالي صالح جودة ابو حسين، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) وإنا على فراقك يا أبا عبدالحميد لمحزونون، لقد كنت فينا نعم الزميل والصديق، فقد زاملته على مدى عشر سنوات بمستشفى الميقات العام، لم أشاهده يوماً إلا مبتسماً مسروراً رغم ما يعترض الإنسان من ضغوطات في هذه الحياة أحياناً لكنه متمثلاً بقول سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم «تبسمك بوجه أخيك صدقة»، فقد كانت الإبتسامة دائماً على محياه رحمه الله، متواضعاً، بشوشاً، هيناً ليناً خاصة مع العمال الذين يعملون في المستشفى وكان يمازحهم ولا يخلو رحمه الله من دعابة خفيفة ويساعدهم مادياً ومعنوياً فإذا كان التواضع له عنوان فهو عنوان التواضع، شهادة حق أدين بها أمام ربي فأكرمه الله بصفات حميدة جعلته محبوباً وسط الزملاء ولا أدل على ذلك من جموع المعزين الذين توافدوا على ابنائه لتعزيتهم في فقدهم الغالي فالكل يجمع على محبته، كان رحمه الله طيب القلب، عفيف اللسان، لا يظهر عورات الناس، أحسبه والله حسيبه إن شاء الله أنه على خير وله نصيب من اسمه «صالح». لقد رحلت عنا أيها الزميل العزيز إلى رب رؤوف رحيم، فالموت حق على كل حي لتخلف ورائك سيرة عطرة والعوض في أبناؤك البررة، رحمك الله يا أغلى زميل رحمة واسعة واسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل الفردوس الأعلى في الجنة مثواك وأن يلهم أهلك وابناؤك وجميع محبيك الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.