يوماً بعد يوم تؤكد الرياض كعاصمة للمملكة العربية السعودية بأنها أرض المحبة والسلام، وأنها أرض لم الشمل ورأب الصدع واجتماع الأحبة وأنها ستظل محور التوازن في المنطقة والعالم وذلك من خلال مبادراتها الهادفة لحل الخلافات في المنطقة ورعايتها للاتفاقيات والمصالحات التي من شأنها أن تساهم في إحلال الأمن وإرساء الاستقرار في العالم العربي والإسلامي. كان يوم الثلاثاء الماضي يومًا تاريخيًا لليمن الشقيق وشاهداً على حرص المملكة على تثبيت دعائم السلم والأمن وتوحيد الصف وذلك حين رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -يحفظهم الله- اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقد جاء ذلك الاتفاق ليفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن الشقيق لينعم بالاستقرار والنماء والإعمار وليواصل مسيرته في التنمية والازدهار ويحقق تطلعات شعبه بعد أن عمدت يد البغي والعدوان الإيرانية ومن خلال مليشياتها الإرهابية الحوثية في تعطيلها. جاء اتفاق الرياض ليؤكد مكانة اليمن عند الرياض عبر تاريخها المجيد وعلاقات الجوار والأخوة والمحبة والقربى والصداقة ومن أجل أمن واستقرار المنطقة وقطع الطريق على كل من يريد أن يستفيد من مثل تلك الخلافات لتحقيق مصالحه وأهدافه الخبيثة والتي تساهم في زعزعة الاستقرار واستمرار الفوضى، ولذلك فإن ذلك الاتفاق عمد إلى تنظيم سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية ووحد الجهود العسكرية والأمنية ضد الأعداء الحقيقيين المتمثلين في المليشيات الإرهابية الحوثية المدعومة من إيران مع تفعيل الأجهزة الرقابية المالية والمحاسبية وخلق فرص عمل جديدة لليمنيين. لقد كان يوم الثلاثاء الماضي وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في كلمته بهذه المناسبة وترحيبه بالأشقاء في اليمن في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية (بأن كل يوم يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة)، كما ان مثل هذا التوقيع يعتبر نقطة تحول كبرى لتعضيد الجهود من أجل الوحدة اليمنية ومن أجل الخروج من الأزمة الحالية وحقن دماء اليمنيين وحماية الشعب اليمني من المؤامرات الخارجية والتدخلات الإقليمية. سيبقى نهج المملكة في كل المواقف المتأزمة والصعبة والحرجة ملتزمة بصوت الحكمة والاتزان وساعية إلى تغليب الحوار والدفع بالحلول السياسية كما ستعمد ومن خلال موقعها الإقليمي والدولي إلى إعلاء مصلحة الشعب اليمني وجعلها فوق كل اعتبار وفوق أي مطامع تهدف إلى نشر الطائفية كما سيساهم هذا الاتفاق في إيجاد تفاهمات أوسع بين طافة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي يسهم في إنهاء الأزمة اليمنية ويحمي اليمن من شر كل ذي شر.