نحن لسنا بسطاء، لا نكتفي إن ما اكتفينا، لا ترضينا كلمة ولا نقبل بالأشياء الصغيرة، لا نقول نعم لأشخاص لا يناسبوننا، لا ننسى المواقف التي عُلمت في القلب، لا نتغاضى عن لحظات إهمال متعمدة ولا نقبل بالرأي المخالف إن قيل بطريقة لا تعجبنا.. نحنُّ لا يتغير مزاجنا من أجل لحظة اهتمام سريعة، لا نبتسم لكلمة اعتذار قيلت بين طيات حديث طويل.. لا نفرح لأننا في أول قائمة الأولويات بالصدفة، لا يسعدنا القليل ولا نضحك لموقف لا يحرك مشاعرنا.. الذين قالوا أننا بسطاء لم يصفونا كما ينبغي.. البسيط لا يُكلف أحداً فوق طاقته لكنه لا يرضى بعطاء أقل طاقة مما يستحق.. البسيط لا يطالب باهتمام مبالغ فيه لكنه لا يجد نفسه في اهتمام لا يعتني بتفاصيله.. البسيط لا يضع شروطاً للدخول لحياته لكنه لا يقدم لك تنازلات مغرية مقابل الحصول على قلبه.. البسيط لا يفرض عليك مستوى معيشي معيناً لكنه يرفض مستوى أقل من معيشته، لا يعجبه أن تبقى الطموحات كما هي ثابتة.. البسيط لا يشعرك أنه أفضل منك لكنه يتمنى أن تكون منافساً قوياً في الحياة بصفة عامة.. البسطاء أذكياء لأنهم يملكون شعوراً داخلياً صادقاً ومتطلباً ولا يجعلونك تشعر أنهم متطلبون.. أوفياء جداً لأنهم لا يجرحونك بالرفض ولا يُظهرون لك أي استياء لكنهم حساسون للغاية.. البسطاء مقنعون جداً لأنهم يملكون ثروة لا يتحدثون عنها لتجذبهم بأشياء أخرى تملكها غير المال، هم الأخطر على الإطلاق لأنهم يتعاملون معك على سجيتك وليس سجيتهم، يُفككون عُقدك لا عُقدهم.. الأمر لا يتطلب قالب حلوى تضع نفسك فيه فالبسطاء أقل الناس تعبيراً عن أنفسهم لكن تأثيرهم أقوى من فارغين يثرثرون على مدار الساعة.
